قضية الطفل ياسين: محامي يكشف تفاصيل جديدة

في قضية مؤلمة أثارت الرأي العام، أكد المحامي عصام مهنا، المحامي بالنقض، أنه استند إلى مادة قانونية نادرة الاستخدام في قانون الإجراءات الجنائية، والتي لم تُطبق منذ عقود. ورغم أن هذه المادة غالبًا ما تُهمل في السياقات العملية، إلا أنه قرر استغلالها للطعن على قرار الحفظ في قضية الطفل ياسين، ضحية مدرسة الكرمة. وأوضح مهنا قائلًا: «قدمت طلبًا أمام محكمة الجنايات لإلغاء القرار، ليس بغرض محاكمة المتهم فحسب، بل لإعادة القضية إلى مسارها الصحيح».

خلال مداخلة هاتفية في برنامج «تفاصيل» مع الإعلامية نهال طايل، الذي يُبث عبر فضائية «صدى البلد 2»، أضاف مهنا: «ترافعنا أمام هيئة المحكمة، بينما قدّم دفاع المتهم حججه، وبعد ذلك أصدرت المحكمة حكمًا أسعد الجميع وأعاد لهيئة والدين الطفل بعض الهدوء، بينما ظل الطفل ياسين، الذي لا يتجاوز عمره الست سنوات، غير مدرك لحجم ما حدث له، إذ أنه بالكاد بدأ دراسته في مرحلة رياض الأطفال».

«رفض دخول الحمام لمدة 10 أيام».. محامي الطفل ياسين يكشف تفاصيل معاناته

واختتم حديثه قائلاً: «نحمد الله على هذا الحكم العادل، حيث تمكنا من تحويل مسار القضية من حكم مخفف إلى إدانة حقيقية تعكس حجم الجريمة، إذ تعرض الطفل ياسين لمواقف لا يمكن تصورها، فقد كان يرفض دخول الحمام لمدة 10 أيام بسبب ما حدث له».

في أولى جلسات محاكمة المتهم بهتك عرض ياسين، قضت محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بإيتاي البارود برئاسة المستشار شريف كامل عدلي، بالسجن المؤبد للمتهم. كانت هذه الجلسة مشحونة بالمشاعر، حيث قدمت الأم مرافعة أمام القاضي كانت أقوى من أي مرافعة قانونية، كما صرح المحامي عصام مهنا.

في مفاجأة مدوية داخل قاعة المحكمة، طلبت والدة الطفل ياسين الكلمة للرد على بعض النقاط الهامة التي لم يذكرها المحامي الموكل عنها. وقد استجاب القاضي لطلبها، وأصدر توجيهًا بعدم مقاطعتها من قِبل أي من أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين، مما أتاح لها الفرصة للتحدث بحرية كاملة وسط حالة من الإنصات والاهتمام.

تحدثت والدة ياسين بشجاعة، وقدمت تفاصيل لم تُعرض مسبقًا، مما جعل الكثيرين يعتبرون موقفها بطوليًا، إذ كانت تدافع عن حق ابنها حتى النهاية. جاء ذلك بعد أن استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال دفاع المتهم، الذي طالب ببراءة موكله، بينما تمسك دفاع الطفل ياسين بتعديل القيد والوصف في القضية.

إن قصة الطفل ياسين ليست مجرد قضية في المحاكم، بل هي رمز للبحث عن العدالة، وتجسيد للإرادة الإنسانية في مواجهة الظلم.