تشابي ألونسو ومبابي: تحديات ريال مدريد
اختبار تشابي ألونسو مع ريال مدريد
يواجه المدرب الجديد لريال مدريد، تشابي ألونسو، تحديًا تكتيكيًا معقدًا مع انطلاق بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة. هذا التحدي يأتي في وقت حساس، حيث تعج جماهير النادي بالتوقعات الكبيرة حول الأداء الذي سيقدمه الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني.
صحيفة "ماركا" الإسبانية أشارت إلى أزمة محتملة قد تنشأ بين ألونسو ونجم الفريق، كيليان مبابي، الذي أصبح "شريان الحياة" للنادي في الموسم الماضي. هذه الأزمة قد تعكس هشاشة الأسلوب الجماعي للفريق، مما يثير تساؤلات حول قدرة ألونسو على تقليل الاعتماد على مبابي وبناء فريق متوازن.
مبابي: بين النعمة والنقمة
لقد كان موسم 2024-2025 عامًا كارثيًا لريال مدريد، حيث خرج الفريق من دون أي ألقاب، لكن كيليان مبابي كان النور الوحيد في هذا النفق المظلم. سجل النجم الفرنسي 43 هدفًا في 56 مباراة، وفاز بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي وجائزة البيتشيتشي كأفضل هداف في الدوري الإسباني، ليكون أول لاعب من ريال مدريد يحصل على هذه الجائزة منذ كريستيانو رونالدو في 2015.
بحسب "ماركا"، سجل مبابي 31% من أهداف الفريق، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 40% في الدوري الإسباني، حيث افتتح التسجيل في 15 مباراة، مما يبرز اعتمادية الفريق الكبيرة على تألقه.
لكن المشكلة ظهرت جليًا عندما غاب مبابي عن أربع مباريات، حيث انخفض معدل تسجيل الأهداف من 2.1 إلى 1.5 هدف لكل مباراة. في حين حاول كل من فينيسيوس ورودريغو تعويض غيابه، إلا أن فالفيردي هو من برز بشكل فعلي، مما كشف عن نقص واضح في الأداء الجماعي للفريق.
فلسفة ألونسو: العمل الجماعي أم الاعتماد على النجم؟
تشابي ألونسو، الذي قاد باير ليفركوزن لتحقيق إنجازات كبيرة بفضل تنوع الحلول الهجومية والتمريرات المنظمة، يواجه تحديًا غير مسبوق مع ريال مدريد. فهو ليس معتادًا على تدريب نجم بحجم مبابي، مما يزيد من صعوبة مهمته على المستويين النفسي والتكتيكي.
المشردون الحلقة 28
هدف ألونسو ليس تقليل أهمية مبابي، بل بناء منظومة هجومية تعتمد على أكثر من لاعب، حتى لا يصبح الفريق مرهونًا بتألق نجم واحد. وهو يراهن على مجموعة من المواهب مثل فينيسيوس جونيور، رودريغو، جود بيلينجهام، إندريك، والوافد الجديد فرانكو ماستانتونو. ولكن، تحويل هذه الأسماء إلى فريق هجومي متوازن يتطلب فلسفة جديدة.
حسب منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، يبدو أن ألونسو يخطط لتوزيع المسؤولية التهديفية، وقد طلب من فينيسيوس أن يضحي أكثر لصالح الفريق، مما يشير إلى رغبته في الاعتماد على العمل الجماعي بدلاً من الفردية.
البداية في كأس العالم للأندية
مع بدء كأس العالم للأندية اليوم، يستعد ريال مدريد للعب في المجموعة الثامنة ضد الهلال السعودي، باتشوكا المكسيكي، وريد بول سالزبورغ. سيكون هذا هو الاختبار الأول الحقيقي لفلسفة ألونسو في البطولة، وهي فرصة لإثبات قدرته على ضبط التوازن بين خطوط الفريق.
قائمة ريال مدريد، التي تضم أسماء مثل مبابي، فينيسيوس، ترينت ألكسندر أرنولد، وراؤول أسينسيو، تجعل الجماهير تتطلع إلى أداء مميز. لكن، توقعات حاسوب "أوبتا" وضعت ريال مدريد في المركز الخامس بنسبة 9.8% للفوز باللقب، مما يزيد الضغط على ألونسو.
هل سينجح ألونسو في تغيير شكل ريال مدريد؟
الصدام المرتقب بين ألونسو ومبابي ليس مجرد صراع تكتيكي، بل هو تحدٍ قد يحدد مستقبل ريال مدريد. إذا نجح ألونسو في بناء فريق متوازن يعتمد على جميع اللاعبين وليس على مبابي فقط، فقد يكون قادرًا على إعادة الفريق إلى القمة. لكن إذا فشل، سيظل الفريق عالقًا في دائرة الاعتماد على نجم واحد.
السؤال الآن هو: هل سيتمكن ألونسو من فرض رؤيته وإثبات أن الفريق أقوى من أي لاعب؟ أم أن مبابي سيظل هو البطل الوحيد؟