-

لامين يامال: نجم برشلونة بين التألق والقلق

(اخر تعديل 2025-04-29 13:14:01 )
بواسطة

في لحظة تاريخية، قدّم لامين يامال (17 عامًا) أداءً استثنائيًا خلال نهائي كأس ملك إسبانيا الذي أقيم في 26 أبريل 2025، حيث ساهم بفوز برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 3-2. هذه المباراة عززت مكانته كأحد أهم نجوم الفريق الكتالوني الشاب. ومع ذلك، ورغم الأداء المذهل، بدأ القلق يتصاعد داخل أروقة النادي بشأن حياة يامال الشخصية وسلوكياته خارج الملعب، والتي قد تشكل تهديدًا لمستقبله المشرق.

تصرفات تثير الجدل

بحسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، تُثير بعض سلوكيات يامال قلق إدارة برشلونة، مثل تغيير لون شعره إلى ألوان زاهية، وارتدائه نظارات مبالغ فيها خلال احتفالات الفوز، وحضوره فعاليات اجتماعية مع أشخاص اعتبرتهم الصحيفة “مشكوك في نواياهم“. هذه التصرفات، التي قد تبدو عادية لشاب في مثل عمره، تُعتبر في نظر النادي مؤشرات على تأثير “المال والشهرة” المبكرين عليه، خاصة أنه لم يبلغ سن الرشد بعد.

تقرير الصحيفة أشار إلى أن يامال، الذي يتقاضى راتبًا سنويًا يقدر بـ8 ملايين يورو ويستمر عقده حتى 2027 مع شرط جزائي يصل إلى مليار يورو، يواجه ضغطًا هائلًا كأيقونة شابة في عالم كرة القدم. تصرفاته، مثل ظهوره في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يرقص أو يتفاعل في فعاليات بعيدة عن كرة القدم، أثارت انتباه إدارة النادي، التي تخشى أن يتحول إلى “نجم آخر يضيع بسبب الملهيات“.

قلق بشأن البيئة المحيطة

التقرير أضاف أن إدارة برشلونة تشعر بالقلق تجاه البيئة المحيطة بـيامال، خاصة والده، منير نصراوي، الذي لا يُعتبر شخصية موثوقة لتوجيه ابنه في هذه المرحلة الحرجة. نصراوي، الذي معروف بتصريحاته المثيرة للجدل، مثل دعمه لابنه بعد مشادته مع داني سيبايوس في الكلاسيكو، يُعتقد أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة لإدارة مسيرة نجم عالمي.

كما أشار تقرير “موندو ديبورتيفو” إلى أن وكيل يامال، خورخي مينديز، يسعى لتعزيز الإشراف على اللاعب، لكن تأثير الأصدقاء الجدد و”أطراف ذات مصلحة” يبقى مصدر قلق كبير.

جهود برشلونة لاحتواء الموقف

يدرك رئيس النادي، خوان لابورتا، ومدرب الفريق، هانسي فليك، أن يامال ليس مجرد لاعب، بل يمثل “أمل برشلونة لعقد قادم“، كما وصفه لابورتا في تصريحات سابقة. النادي يخشى أن يسلك يامال نفس المسار الذي سلكه لاعبين مثل جوستين كلايفرت أو عثمان ديمبيلي، الذين تأثروا بشدة بشهرتهم المبكرة.

لذا، اتخذ برشلونة خطوات استباقية:

الدعم النفسي والإرشادي

عيّن النادي مستشارًا نفسيًا لمرافقة يامال، مع جلسات منتظمة لتعزيز تركيزه، وفقًا لتقارير إل موندو.

تعزيز التوجيه

فليك يعمل على دمج يامال مع قادة الفريق مثل روبرت ليفاندوفسكي وجول كوندي، اللذين يُعتبران قدوة إيجابية له.

مراقبة النشاط الإعلامي

طلب النادي من مينديز تقليل ظهور يامال في فعاليات تجارية أو إعلامية غير ضرورية، لحمايته من الضغوط.
قلب أسود الحلقة 30

يامال: بين التألق والتحديات

على الرغم من القلق، يبقى يامال ملتزمًا بشدة على أرض الملعب. هذا الموسم، سجل 14 هدفًا وصنع 22 تمريرة حاسمة في 48 مباراة، مما جعله مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية للشباب، وفقًا لـ”فرانس فوتبول“. تصريحاته بعد نهائي الكأس، حيث قال: “ألعب من أجل برشلونة وليس من أجل المال“، تعكس شغفه العميق بالنادي.

لكن تقرير “سبورت” أشار إلى أن إدارة النادي تخطط لإجراء محادثات مباشرة مع يامال ووالده لضمان بقائه على المسار الصحيح، خاصة مع اقتراب مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان يوم 6 مايو 2025.

ردود فعل متباينة

أثارت الأنباء جدلًا واسعًا على منصة X، حيث دافع مشجعو برشلونة عن يامال، معتبرين أن تصرفاته “طبيعية لشاب في السابعة عشرة“، كما علق @forcabarca_ar. لكن آخرين، مثل @RMadridistaReal، أبدوا سخرية من الوضع، مشيرين إلى أن “يامال قد يصبح نسخة أخرى من نيمار إذا لم يُضبط“. من جهة أخرى، أشاد الصحفي خوسيه لويس سان مارتن في “موندو ديبورتيفو” بجهود برشلونة، قائلاً: “يامال موهبة نادرة، والنادي يفعل الصواب بحمايته مبكرًا“.

مستقبل يامال: نجم عالمي أم موهبة ضائعة؟

يُعتبر يامال حاليًا واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم، مع إشادة من أساطير مثل ليونيل ميسي، الذي وصفه بـ”الظاهرة القادمة“. لكن التحدي الأكبر الذي يواجه برشلونة هو كيفية حمايته من إغراءات الشهرة والمال. إذا تمكن النادي من توجيهه بشكل صحيح، فقد يصبح يامال رمزًا للكتالونيين لعقود، لكن أي انحراف عن المسار قد يكلفه مسيرته الكروية. الفترة القادمة، ولا سيما مع الضغوط المرتبطة بـدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية 2025، ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان يامال سيواصل التألق أم سيتعثر تحت وطأة الضغوط.