افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح الأحد، مسجد السيدة زينب بمنطقة مصر القديمة بالعاصمة المصرية، بعد ترميمه، بحضور السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الدولة بصدد اتخاذ إجراءات لإخلاء بعض المساكن القديمة المتاخمة لعدد من المساجد التاريخية في مصر من أجل تطوير المنطقة المحيطة بتلك المساجد لإعادتها للشكل المناسب الذي كانت عليه في سابق عهدها.
وأضاف السيسي أنه “من الممكن تعويض أصحاب بعض المساكن التي نشأت بجانب الكثير من هذه المساجد تعويضا جيدا”.
ووجه السيسي، الشكر إلى سلطان طائفة البهرة والوفد المرافق له على دعم تطوير هذا المسجد ومساجد تاريخية أخرى قائلا إن كل الدعم موجود لإنجاح أي مشاريع أخرى في هذا المجال.
وساهم سلطان البهرة والطائفة في ترميم وتجديد عدد من مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية مثل: مسجد الحسين والحاكم بأمر الله بالقاهرة ، فضلاً عن تقديم الدعم للكثير من الأنشطة الخيرية المتنوعة منها التبرع لصندوق تحيا مصر الرئاسي بـ 16 مليون جنيه مصري ( 337,604.80 دولارا) في عام 2016.
وأثارت مشاركة البهرة في ترميم المساجد جدلا في مصر خلال الشهور الماضية، حيث اعتبر البعض أنها تُدخل تغييرا في ملامح هذه المساجد.
وفي أغسطس/ آب من العام الماضي، منح السيسي سلطان البهرة، وشاح النيل، تقديراً لجهوده المتواصلة في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية، بحسب بيان للرئاسة المصرية حينئذ وخلال زيارة سيف الدين لمصر للمشاركة في افتتاح مسجد السيدة نفيسة.
فمن هو السلطان مفضل سيف الدين
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين. وفي أدبيات الطائفة، لا يطلق عليه لقب سلطان، بل “الداعي”، وهو الداعي 53 للطائفة، ويسميه أتباعه “الداعي أو مولانا”.
وُلد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس/آب عام 1946. تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وبحسب ما يعتقده أبناء طائفة البهرة وتنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له (وليا للعهد) قبل وفاته بسنتين عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة.
منحت جامعة كراتشي الباكستانية مفضل سيف الدين شهادة الدكتوراه في الآداب في الثامن من سبتمبر/أيلول 2015، تقديرا لجهوده الخيرية في العمل على توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين.
كما منحته الهند جائزة السلام العالمية في 23 سبتمبر/أيلول 2015، اعترافا بما وصفته بمساعيه القيمة وحرصه على تقدم الحريات الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وجهوده في إنشاء مشروع توزيع الغذاء وتأمنيه في جميع أنحاء العالم (فيض الموائد البرهانية)، ومساعيه في تعزيز دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي.
طائفة البهرة
تعني كلمة “البهرة” التاجر وترمز إلى واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة والتي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى لصالح الطائفة المستعلية التي هُزمت بهزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم. كما تضم الطائفة أقلية سنية.
ينقسم البهرة إلى فرق متعددة، منها “البهرة الداوودية” نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وينتشرون في الهند وباكستان بعد نقل مركزهم من اليمن في القرن العاشر الهجري. سلطانهم الحالي مفضل سيف الدين، ومركزهم اليوم فى مومباى ولهم جماعات في أكثر من 40 دولة في العالم، من بينها اليمن ومصر والإمارات، وقدرت أعدادهم في بحوث ميدانية مصرية بنحو 15 ألفا.
على مر القرون، هاجر البهرة الداوودية إلى جميع أنحاء العالم سعيا وراء تحقيق فرص أفضل في التجارة والتبادل التجاري، كما أن مستوطناتهم الصغيرة نمت وتحولت إلى جاليات كبيرة ذات طابع رسمي في أماكن عديدة حول العالم.
وبدأ توافد البهرة إلى مصر في سبعينيات القرن المنصرم حيث أقاموا بالأساس في منطقة القاهرة الفاطمية. وقاموا بترميم مسجد الحاكم بأمر الله في ذلك الحين بموافقة من الرئيس المصري الراحل أنور السادات وهو أحد أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثاني أكبر جوامع القاهرة اتساعا بعد جامع أحمد بن طولون، وهو ما وافق عليه السادات الذي دعي إلى افتتاحه وأداء الصلاة به وقتها، وصار ذلك نهجا للرئاسة المصرية في مناسبات مختلفة منذ ذلك الحين.