-

أيهما أولى: الزواج أم الحج؟

أيهما أولى: الزواج أم الحج؟
(اخر تعديل 2025-05-14 21:13:24 )
بواسطة

الأولوية بين الزواج والحج: سؤال يتكرر

تلقّت دار الإفتاء المصرية استفساراً هاماً من أحد المواطنين حول مسألة الأولوية بين الزواج وأداء فريضة الحج. فقد كان الرجل يعتزم الزواج في عامه الحالي، ثم التخطيط لأداء الحج في العام التالي. ولكن، نتيجة لظروف غير متوقعة، لم يتم الزواج في الوقت المحدد، وأصبح العام المخصص للحج قريبًا. وهنا يتساءل: أيهما أولى، الزواج أم أداء فريضة الحج في موعدها المحدد؟

الإجابة من دار الإفتاء

أوضحت دار الإفتاء أنه إذا كان الرجل يخشى من الوقوع في المحرمات، فإن عليه أن يُقدّم الزواج على الحج. فالحج واجب يمكن تأخيره، وبالتالي، إذا قرر الرجل تأجيله عاماً، فلا إثم عليه. وهذا يعني أن الأولوية هنا تكون للزواج للحفاظ على النفس من المحرمات.

حالة عدم الخوف من المحرمات

أما إذا كان الرجل لا يخشى على نفسه من الوقوع في المحرمات، فإن الزواج يصبح هنا مندوباً، وعليه أن يقدم الحج على الزواج. فالأشياء التي تكون واجبة يجب أن تُعطى الأولوية على ما يُعتبر مندوباً.

أهمية الحج والزواج في الإسلام

لا شك أن الحج فريضة يجب على كل مسلم مستطيع، كما جاء في القرآن الكريم: وَللهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلًا (آل عمران: 97). وقد اعتبره جمهور الفقهاء فرضًا يجب أداؤه في أول فرصة، ولا يجوز تأخيره.
المشردون الحلقة 23

من ناحية أخرى، يُعتبر الزواج مشروعاً ومحبوباً، حيث وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على أهميته. ويشير الفقهاء إلى أن الزواج قد يكون واجبًا أو مندوبًا، اعتماداً على الظروف المحيطة بالفرد.

معايير تحديد الوجوب والمندوبية

يصبح الزواج واجباً على من يمتلك القدرة المالية ولديه القدرة على تحمل تبعاته، ويخشى من الفاحشة في حال عدم الزواج. أما إذا كان الشخص قادراً على تأجيل الزواج دون الخوف من المحرمات، فإن الزواج يكون هنا مندوباً.

الختام: كيفية اتخاذ القرار

بناءً على ما سبق، إذا كان الزواج واجباً، فإنه يجب تقديمه على الحج، لأن عدم الزواج قد يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة. بينما إذا كان الزواج مجرد مندوب، فإن الحج يُقدّم عليه، مراعاةً لمبدأ تقديم الواجب على المندوب. من خلال هذه المعايير، يمكن للشخص أن يحدد الأولوية المناسبة في حياته.