أزمة فينيسيوس: هل يترك ريال مدريد؟

يواجه نادي ريال مدريد أحد أصعب القرارات في تاريخه الحديث، حيث أصبح نجم الفريق البرازيلي، فينيسيوس جونيور، محور نقاش ساخن بعد توترات متزايدة مع إدارة النادي. التقارير الأخيرة تشير إلى أزمة قد تهز أركان "سانتياجو برنابيو"، وسط احتمالية بيع اللاعب في صفقة غير متوقعة قد تكون الأضخم في تاريخ النادي. فما الذي يحدث بالضبط؟ وكيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة؟
زهور الدم الحلقة 547
فينيسيوس: النجم الذي قلب الموازين
يُعتبر فينيسيوس جونيور، الجناح البرازيلي، من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم حالياً، حيث كان ركيزة أساسية في النجاحات التي حققها ريال مدريد خلال السنوات الأخيرة. بفضل سرعته المثيرة، ومهاراته في المراوغة، وأهدافه الحاسمة، ساهم في تتويج الفريق بلقبين في دوري أبطال أوروبا وثلاث بطولات للدوري الإسباني. لكن الآن، أصبح هذا النجم البالغ من العمر 25 عاماً في مرمى الانتقادات بسبب مفاوضات تجديد عقده التي وصلت إلى طريق مسدود. وفقاً لتقارير من صحيفة SPORT الإسبانية، طلب فينيسيوس راتباً يفوق 30 مليون يورو سنوياً، بالإضافة إلى مكافأة توقيع ضخمة، ليصبح اللاعب الأعلى أجراً في الفريق، حتى لو كان ذلك يعني التفوق على كيليان مبابي، الصفقة التي كلفت النادي ميزانية ضخمة. إدارة النادي، برئاسة فلورنتينو بيريز، ترى أن هذه المطالب تهدد التوازن المالي للفريق، خاصة وأن ريال مدريد دائماً ملتزم بسقف رواتب محدد.
الأزمة المالية: راتب فينيسيوس يهدد استقرار الفريق
يتمتع ريال مدريد بتاريخ طويل في الحفاظ على هيكل مالي صلب، لكن ضغوط السوق الحديثة، مثل صفقة مبابي، جعلت الإدارة تعيد النظر في سياستها. النادي عرض على فينيسيوس راتباً سنوياً يصل إلى 20 مليون يورو، لكن اللاعب رفض العرض، رافضاً أن يُقارب راتبه ما يُعتبر متناسباً مع دوره المحوري في الفريق. تكمن المشكلة في أن قبول مطالب فينيسيوس قد يفتح الباب أمام باقي النجوم، مثل جود بيلينجهام، للمطالبة برواتب مماثلة، مما قد يؤدي إلى خلل في غرفة الملابس. التقارير تشير إلى أن بيريز بدأ يرى مطالب فينيسيوس ووكيله كنوع من "الابتزاز المالي"، وهو ما جعل فكرة بيع اللاعب تظهر بشكل جدي لأول مرة. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة كانت مستبعدة تماماً في السابق، فإن الوضع الحالي يفرض على الإدارة التفكير في جميع الخيارات، خاصة وأن عقد فينيسيوس سينتهي في 2027، مما يعني أن قيمته السوقية قد تبدأ في الانخفاض إذا لم يتم تجديد العقد قريباً.
السعودية وأوروبا: وجهات محتملة لفينيسيوس
أدى الوضع الحالي إلى فتح باب اهتمام أندية كبرى بفينيسيوس. الدوري السعودي، بفضل تمويل صندوق الاستثمارات العامة، يجهز عرضاً خرافياً يتجاوز 250 مليون يورو لضم اللاعب في صيف 2025، ويمكن أن يكون هذا المبلغ رقماً قياسياً يتخطى صفقة نيمار إلى باريس سان جيرمان عام 2017. نادي الأهلي السعودي، على وجه الخصوص، يراقب الوضع عن كثب، خاصة بعد فشل محاولات ضم ليونيل ميسي. في أوروبا، بدأت أندية مثل باريس سان جيرمان، ليفربول، وتشيلسي تراقب الموقف بحذر، منتظرة أي فرصة للانقضاض على النجم البرازيلي. ليفربول، تحديداً، يفكر في عرض يصل إلى 100 مليون يورو ثابتة بالإضافة إلى 30 مليون كمكافآت، خاصة إذا قرر النادي بيع لويس دياز. ومع ذلك، صرح فينيسيوس أكثر من مرة أنه يرغب في الاستمرار مع ريال مدريد "للأبد"، لكنه ليس مستعجلاً بشأن التجديد بعد خيبة أمل خسارة جائزة الكرة الذهبية 2024.
خيارات صعبة: بيع فينيسيوس أو كسر السقف المالي
تواجه إدارة ريال مدريد خيارين صعبين: إما أن تقبل مطالب فينيسيوس وتكسر قواعدها المالية، أو تبيع اللاعب في صفقة قد تجلب مبلغاً ضخماً يسمح بتعزيز الفريق في مراكز أخرى، مثل قلب الدفاع أو الظهير الأيسر. بيع فينيسيوس قد يساعد ريال مدريد في تمويل صفقات كبرى مثل إيرلينج هالاند أو نيكو ويليامز، لكن ذلك سيكون على حساب خسارة لاعب أساسي وشخصية قوية في الملعب. في الوقت نفسه، الاحتفاظ بفينيسيوس دون تجديد عقده سيؤدي إلى تراجع قيمته السوقية مع مرور الوقت، وهو خطر كبير على النادي. التقارير تشير إلى أن ريال مدريد لن يوافق على أي عرض يقل عن 300 مليون يورو، ولكن إذا طلب فينيسيوس الرحيل، سيضطر النادي للدخول في مفاوضات.
مستقبل غامض: ماذا سيحدث لاحقاً؟
يمر فينيسيوس جونيور بلحظة حاسمة في مسيرته. من جهة، يحب ريال مدريد ويعتبر نفسه جزءاً من تاريخ النادي. ومن ناحية أخرى، العروض المغرية من السعودية وأوروبا، مع الضغط المالي والتنافس مع نجوم مثل مبابي، قد تدفعه للتفكير في مغامرة جديدة. الهزيمة القاسية لريال مدريد 4-0 أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية زادت الضغط على اللاعب، خاصة وأن البعض ألقى باللوم عليه في الأداء السيئ. الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تجديد العقد، قد نشهد صفقة من العيار الثقيل تهز سوق الانتقالات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيستطيع ريال مدريد العيش من دون فينيسيوس؟ أم سيندم على قرار البيع كما حدث مع نجوم آخرين في الماضي؟ ما رأيك في كيفية انتهاء القصة؟