أهمية الاعتدال في حياتنا اليومية
التقرير الذي أطلقه الأزهر حول الإسراف
أصدر المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بالأزهر الشريف تقريرًا مهمًا تحت عنوان «ولا تسرفوا»، يتناول فيه المخاطر المرتبطة بالإسراف، ويشدد على ضرورة التمسك بمبدأ الاعتدال والتوازن في كافة مجالات الحياة. يتطرق التقرير إلى جوانب مختلفة من حياتنا اليومية، والتي قد تبدو عادية، لكنها قد تصل إلى حد التبذير دون وعي، مما يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.
أهمية الاعتدال في استخدام الماء
يؤكد المركز على أهمية الاعتدال في استخدام الماء. فقد أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم مقدار الماء اللازم للوضوء والاغتسال، حيث يكفي ثلث لتر من الماء للوضوء، ولترين ونصف للاغتسال. ويعتبر أي استخدام زائد عن ذلك إسرافًا. كما أشار التقرير إلى أن كمية الماء التي تُستخدم لغسل السيارة يمكن أن تكفي لمائة شخص ليرتوي. لذا، يطرح التقرير سؤالًا مهمًا: هل يستحق الأمر كل هذا الهدر؟
الماء كسلعة نادرة في المستقبل
تحذر التقارير من أن الماء، وهو أحد الموارد الحيوية، قد يصبح في المستقبل القريب من أغلى السلع على الأرض نتيجة الاستهلاك المفرط وندرة الموارد الطبيعية. ولذلك، يدعو المركز إلى التعامل مع كل قطرة ماء كما لو كانت الأخيرة، تماشيًا مع قوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
الإسراف في الطعام والتباهي
لا يقتصر الإسراف على الماء فقط، بل يمتد إلى جميع الموارد، وأحد أهمها الطعام. يشتري البعض كميات كبيرة من الأطعمة ويعرضونها بشكل مبالغ فيه، لكن ينتهي الحال بالكثير منها إلى صناديق القمامة. إن الطعام وُجد ليلبي احتياجات الجسد، وليس للتباهي. كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مَلَا آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ...» (أخرجه ابن ماجه)، مما يؤكد أهمية الاعتدال في تناول الطعام.
مظاهر الإسراف في الولائم
يتطرق التقرير إلى ظاهرة الولائم المبالغ فيها، والتي أصبحت وسيلة للمفاخرة بين الناس، مما يؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من الطعام. ويؤكد المركز أن إطعام الجوعى أولى من هذه المظاهر، مستشهدًا بما فعله الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي فضّل إنفاق أموال بيت المال في مساعدة الجوعى بدلًا من تزيين الكعبة.
نفقات حفلات الزواج والسعادة الحقيقية
يحذر التقرير أيضًا من الإسراف في نفقات حفلات الزواج. يتكبد البعض مبالغ طائلة معتقدين أن المال سيجلب السعادة. ولكن السعادة الزوجية تبنى على التفاهم والاحترام المتبادل، وليس على الإنفاق المبالغ فيه.
قيم الاعتدال والاقتصاد في الإسلام
يشيد التقرير بقيمتي الاعتدال والاقتصاد، اللتين تُعتبران من أساسيات الدين الإسلامي. وقد جاء في الحديث النبوي: «فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ...». فالاعتدال هو أحد الطرق التي يُثاب عليها الإنسان، ويعكس إيمانًا عميقًا بالتوازن في الإنفاق.
بنات الثانوي 2 الحلقة 3
أمثلة على الإسراف في حياتنا اليومية
يؤكد التقرير أن ترك الماء مفتوحًا دون حاجة، والإفراط في غسل الأشياء، ووضع طعام يكفي العشرة أمام شخص واحد، وترك الأجهزة الكهربائية تعمل دون استخدام، كلها أمثلة على الإسراف الذي حذّر منه الإسلام. كما ورد في قوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].