-

الحدود الخضراء يرسم معاناة اللاجئين في بلاد

الحدود الخضراء يرسم معاناة اللاجئين في بلاد
(اخر تعديل 2024-09-09 10:59:06 )
بواسطة

جسد المعاناة الحقيقية لرحلة اللجوء.. سلط الضوء على المخاطر التي تحيط بالسوريين أثناء البحث عن وطن آمن.. رغم القيود التي فرضوها عليه ولكنه أحدث حالة من الجدل الكبير.

الحدود الخضراء، اسم لفيلم وثائقي أخرجته البولندية أنيسكا هولاند وأثار ضجة كبيرة بعد أن تعرض بدقة إلى الرحلة الشاقة التي تخوضها العائلات السورية للوصول إلى أوروبا عبر بيلاروسيا.. ماذا عن أحداثه ؟

بين اليأس والأمل

الفيلم بمثابة لوحة درامية للأفراد العالقين بين طواحين الحياة الموجعة، متأرجحين بين اليأس والأمل والخوف والخلافات السياسية، مقتفيا أثر اللاجئين العالقين في عالم النسيان.

قررت هولاند أن تستكمل سلسلة أفلامها الجريئة لتسلط الضوء كعادتها على المقهورين حول العالم، وفي تلك المرة اختارت أن تجسد أزمة أسرة سورية لاجئة عالقة على الحدود البولندية خلال أزمة اللاجئين الشهيرة عام 2021، وسط الغابات والأجواء الباردة.

جوائز الأوسكار

بمجرد الإعلان عن الفيلم خاضت المخرجة معركة مع الحكومة زادت حدتها بعد اختياره للمنافسة على جوائز الأوسكار من قبل لجنة مستقلة عن الحكومة رسميا.

ليس هذا فحسب بل تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي في وقت سابق، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بل وأشاد النقاد به مما دعا الحكومة البولندية إلى وصف محتواه بالأكاذيب المضللة.

مسارات مترابطة تُظهر المعاناة

تدور أحداث الفيلم في عدة مسارات مترابطة، عنونت المخرجة كل منها باسم محدد، لتكشف أسباب الأفعال التي يرتكبها الفاعلون في الحياة والفيلم كذلك.

في البداية نتعرف من خلال الأحداث على عائلة سورية فرّت من الحصار في الغوطة الشرقية، ومكوثها سنوات في مخيمات اللجوء.

التعرض للعقاب

تعرّض الأب جلال الطويل، للعقاب من جماعات ورغم التوتر المستمر الذي يسم شخصية الأب، نرى على النقيض الجّد الزوجة يحاولان نسيان التجربة الشاقة في سورية، والتطلع إلى النجاة بالأطفال للوصول إلى السويد، حيث يوجد ولدهم الثاني.

البحث عن طرق الخلاص

تنظم لاجئة أفغانية إلى تلك العائلة، ثم نرى العديد من الشخصيات التي تبحث عن طرق الخلاص من مجتمعات دمرتها المواجهات العسكرية، ثم نرى شخصيات من سوريا ولبنان والمغرب وأفغانستان وإفريقيا.

يظهر خلال الفيلم بعض أفراد الحرس الذين يستغلون اللاجئين ويستهينون بهم ماديا ومعنويا، ويسخرون منهم، فهم مجموعة من ذوي البشرة المستباحين.

جميع تلك الشخصيات، سوف تتقلص مساحة الأمل لديها بالوصول السهل إلى دول الاتحاد الأوربي، حين يقعون عرضة لممارسات حرس الحدود البولندي والبيلاروسي، في عملية طردٍ لا تبدو أنها ستنتهي كل مرة من حدود إلى أخرى.

خطاب غير لائق

بعد ذلك يتضح الخطاب التمييزي من قبل قائد حرس الحدود، وموافقة العناصر أيضا على مضمون المقولات الغير سوية، ثم نرى أولئك الجنود وعائلاتهم وهم يعيشون حياة يغلّفها المواقف المتعاطفة مع الآلام الحياتية الصغيرة كاكتئاب الحمل وغيرها، مقابل النظر إلى اللاجئين أنهم ليسوا بشرا، إلى نهاية الأحداث المأسوية.

الفيلم تعرض لهجوم شديد ومتكرر من قبل الحكومة البولندية، وشبّه الرئيس البولندي أندريه دودا الفيلم بالدعاية السوداء داعيًا إلى مقاطعته.