-

شادية: أسطورة الفن والإنسانية

شادية: أسطورة الفن والإنسانية
(اخر تعديل 2025-02-08 08:49:19 )
بواسطة

ولادة أسطورة في عالم الفن

في الثامن من فبراير عام 1931، أشرقت شمس جديدة على عالم الفن، شمس تحمل اسم شادية. لقد ولدت لتضيء سماء الإبداع، وتأسير قلوب الملايين بنغمات صوتها الفريدة. هي ليست مجرد فنانة، بل هي رمز للإنسانية، وجزء لا يتجزأ من الذاكرة الفنية العربية، حيث ستظل حاضرة في قلوب محبيها حتى وإن ابتعدت عن الأضواء.

حياة مليئة بالأحداث

تتسم حياة شادية بالثراء والتنوع، فقد وصلت إلى قمة كل شيء، بدءًا من الفن والإبداع، وصولاً إلى الزهد والعبادة. لقد كانت مثالاً للعطاء، ليس فقط في مجالات الفنون، بل أيضًا في مجالات الخير والإنسانية. تجسد حياتها جوهر الجمال، الحب، السعادة، وحتى الحزن.

حادثة خطف غامضة

خلال طفولتها، شهدت شادية أحداثًا قد لا يعرفها الكثيرون. واحدة من هذه الأحداث هي حادثة خطفها في سن السادسة، والتي روت تفاصيلها في مقال نادر كتبته عام 1960 بعنوان: “خطفوني وحبسوني مع الجاموس”.

تذكر شادية كيف كانت طفولتها مليئة بالحب والاهتمام من أسرتها، حيث كان والدها مهندسًا زراعيًا ينقلهم من بلد لآخر حتى استقروا في القاهرة. وفي أحد الأيام، بينما كانت تلعب أمام المنزل، اقتربت منها سيدة ترتدي ملاءة وتحدثت إليها بحنان، وقدمت لها بعض الحلوى التي كانت تحتوي على مخدر.

ذكريات مؤلمة

بعد أن تناولت الحلوى، فقدت وعيها واستيقظت في مكان مظلم، يشاركنها فيه حمار وخروف وجاموسة، مع امرأة قبيحة الشكل. كان المكان مخيفًا، وسمعت بكاء طفلة أخرى في الغرفة المجاورة، مما جعلها تشعر بأنها ليست وحدها في هذا الكابوس.

تتابع شادية سرد قصتها، حيث تعرضت للضرب من قبل المرأة التي كانت تحتجزها، لكنها لم تفقد الأمل. وفي لحظة غير متوقعة، جاء رجلان يرتديان ملابس بلدية، واندلع شجار بينهما وبين المرأة، مما أتاح لها الفرصة للهروب.

النجاة بفضل القدر

بفضل حظها، التقت برجل طيب ساعدها في الوصول إلى قسم الشرطة، حيث كانت جميع الأقسام قد تلقت بلاغًا عن اختفائها. وعندما علم والدها بمكانها، جاء مسرعًا ليأخذها بين أحضانه، وكان الفرح يغمره وهو يحتضنها بعد أن عانت من تلك التجربة المرعبة.

وهكذا، أنقذ القدر الجميلة شادية من براثن الخاطفين، لتستمر في كتابة قصة حياتها الثرية في عالم الفن، وتظل خالدة في قلوب محبيها.
أحيانا أنا أحيانا أنت الحلقة 11