-

حكم العلاقة بين المطلقة وطليقها بعد الطلاق

حكم العلاقة بين المطلقة وطليقها بعد الطلاق
(اخر تعديل 2024-11-08 18:36:26 )
بواسطة

مقدمة حول الطلاق وأثره على العلاقات

الطلاق هو من أكثر الأمور حساسية في مجتمعاتنا، حيث يحمل في طياته العديد من التحديات النفسية والاجتماعية. وعندما يقرر الزوجان إنهاء حياتهما المشتركة، يترتب على ذلك تغييرات كبيرة في العلاقة بينهما، خاصةً عندما يتعلق الأمر برعاية الأطفال أو التعامل بعد انتهاء العلاقة الزوجية.

أحكام الشرع حول الطلاق

في حديثه، أوضح الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، أن الرجل الذي يطلق زوجته يصبح بالنسبة لها كأي رجل أجنبي، مما يعني أنه لا يجوز لهما الخلوة في مكان خاص بعد الطلاق، سواء كان الطلاق رجعياً أو بائناً.

حكم الجلوس مع الطليق بعد الطلاق

في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، تم الرد على سؤال حول حكم جلوس المطلقة مع طليقها في مكان خاص بعد الطلاق. وأكد الدكتور عبدالسميع أن هذا الأمر غير جائز شرعاً إلا إذا كانت الزوجة لا تزال في عدتها وكان الطلاق رجعياً، مما يسمح للزوج بإعادتها إلى عصمته.

التعامل بعد الطلاق

أشار الدكتور عبدالسميع إلى أن العلاقة بين الرجل وطليقته بعد الطلاق تقتصر فقط على المعاملات التي يسمح بها الشرع مع الأجانب، وهذا يعني أن العلاقة لا تتجاوز الحدود الشرعية المعمول بها.

حكم العيش المشترك بين المطلقة وطليقها

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تتعلق بالعيش المشترك بين المطلقة وطليقها في مسكن واحد بعد الطلاق، خاصةً في حالة وجود أطفال بحاجة للرعاية. وأوضحت الفتوى أن الشريعة الإسلامية تنص على أنه بمجرد أن يصبح الطلاق بائناً، تصبح المرأة "أجنبية" عن الرجل، ولا يُسمح لهما بالاختلاط إلا في حدود ضيقة.

الاعتداد في منزل الزوجية

كما أوضحت الفتوى أن المرأة المطلقة تلتزم بالاعتداد في منزل الزوجية في حال الطلاق الرجعي، لكن يشترط وجود حائل يمنع الخلوة بينهما، مما يضمن عدم حدوث أي فتنة. وتستند الفتوى إلى قوله تعالى: "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة..." [الطلاق: 1].

الفتاوى المتعلقة بحياة المطلقة بعد الطلاق

قد عالجت دار الإفتاء مسألة مختلفة طرحها أحد السائلين الذي طلق زوجته طلاقاً بائناً بعد زواج طويل، حيث طلب توضيح الحكم الشرعي بخصوص عودة طليقته للعيش معه لرعاية الأطفال. وقد أجاب الشيخ الراحل أحمد محمد عبد العال هريدي، مفتي الجمهورية السابق، بأن وجود المطلقة مع طليقها في مسكن واحد بعد الطلاق البائن يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.

حماية حدود الشرع

وأوصت دار الإفتاء بأن يتجنب الرجل الخلوة مع طليقته بعد انقضاء عدتها، وأن لا يسمح لها بالعيش معه في مكان واحد. وأكدت الفتوى على أهمية التفريق بين الحياة الزوجية المنتهية والممارسات المحظورة، حتى وإن كانت الدوافع تتعلق برعاية الأطفال. حيث يمكن تحقيق هذه الرعاية عبر الحضانة والنفقة والتعليم دون الحاجة للعيش تحت سقف واحد.

الخاتمة

في النهاية، يجب على الأفراد أن يتحلوا بالفهم العميق لأحكام الشرع وأن يسعوا للحفاظ على حدود العلاقات بعد الطلاق، بما يضمن عدم الإخلال بالمعايير الشرعية والاجتماعية.
ليلى مدبلج الحلقة 40