حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان

حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان

تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن مسألة تأخير الغسل من الجنابة، موضحًا أنه يجوز للمسلم تأخير الغسل طالما لم يدخل وقت الصلاة. وأكد على أهمية أن يحرص المسلم على عدم تفويت أداء الصلاة.

تأخير الغسل إلى ما بعد الفجر

في إجابة عن سؤال حول ما إذا كان تأخير الغسل من الجنابة في شهر رمضان حتى بعد الفجر يبطل الصيام، أوضح الدكتور ممدوح أن ذلك جائز. وأشار إلى أنه ليس من شروط صحة الصيام الطهارة من الجنابة، ولكن يُنصح بأن يغتسل الشخص ليتمكن من أداء صلاة الفجر في وقتها، وكذلك الصلوات الأخرى. فطهارة الجسد من الجنابة هي من شروط صحة الصلاة، ومن المناسب أن يعرف المسلم أنه يمكنه الصلاة مباشرة بعد الغسل دون الحاجة إلى الوضوء، حيث يكفي الغسل عن الوضوء، بشرط أن يستحضر النية أثناء الغسل.
السلة المتسخة الحلقة 41

الأدلة من السنة النبوية

كما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم، عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم. وهذا يؤكد جواز الغسل بعد طلوع الفجر في رمضان.

معنى الحديث وأحكامه

تفيد الأحاديث النبوية بأن الجماع كان محرمًا على الصائم بعد النوم في الليل، ولكن بعد ذلك أباح الله الجماع حتى طلوع الفجر. وبالتالي، فإن الجماع بعد الفجر في رمضان يبطل الصوم. وقد كانت هناك مسألة تتعلق بشخص جامع زوجته قبل الفجر ولم يغتسل حتى طلع الفجر، وفي هذه الحالة كان النبي صلى الله عليه وسلم يوضح أن صومه صحيح ولا حرج عليه.

تطور الفتوى

بالإضافة إلى ذلك، كان أبو هريرة رضي الله عنه يفتي الناس بناءً على حديث سمعه من الفضل بن عباس بعدم صحة الصيام في حال أصبح الشخص جنبًا. لكن هذا الأمر تم نسخه دون أن يكون أبو هريرة على علم بذلك، وعندما سمع عن حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما حول صيام النبي صلى الله عليه وسلم وهو جنب، بدأ يغير فتواه ليوافق فعل النبي. ولذلك، روي عن ابن المسيب أنه قال إن أبو هريرة قد غيّر رأيه فيمن أصبح جنبًا وأنه لا حرج في صيامه.