حكم تأخير صلاة العشاء في منتصف الليل

حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل
تعتبر صلاة العشاء من الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، ولها مكانة خاصة في قلوبهم. وقد قامت دار الإفتاء المصرية بإيضاح حكم تأخير هذه الصلاة إلى ما بعد منتصف الليل، مشيرة إلى الأحاديث النبوية التي تؤكد أفضلية تأخيرها إلى ثلث الليل أو نصفه.
الأحاديث النبوية الدالة على التأخير
استشهدت دار الإفتاء في فتواها المنشورة على موقعها الإلكتروني بما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلَأخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ». وقد وصف الترمذي هذا الحديث بأنه [حديث حسن صحيح].
كما أضاف الترمذي حديثًا آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ». ويؤكد الترمذي أيضًا أن هذا حديث حسن صحيح.
آراء الفقهاء حول التأخير
وقد تناول عدد من الفقهاء حكم تأخير صلاة العشاء، ومنهم الإمام النووي الذي ذكر في كتابه "المجموع" أن هناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تدل على فضل التأخير، مشيرًا إلى أن هذا هو مذهب عدد من الأئمة مثل أبي حنيفة وأحمد وإسحاق. وقد نقل الترمذي ذلك عن أكثر العلماء من الصحابة والتابعين، مما يجعل هذا الرأي قويًا استنادًا إلى الأحاديث المذكورة.
تحذير من الأخطاء الشائعة
في سياق الفتوى، حذرت دار الإفتاء من خطأ شائع يتعلق بتأخير صلاة العشاء. حيث أكدت أن التأخير يجب أن يكون لمن يعلم أنه لن يغلبه نوم أو كسل، وإلا يجب عليه أن يؤديها في أول الوقت. كما أشار الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" إلى أن من يستطيع تأخيرها دون أن يؤثر ذلك على الآخرين، فالتأخير له أفضلية.
السعادة العائلية الحلقة 5
كيفية حساب وقت الليل
نبهت الإفتاء إلى أن حساب الليل يبدأ من غروب الشمس حتى طلوع الفجر، ويُعتبر الوقت بينهما هو وقت الليل. لتحديد نصف الليل، يمكن حساب عدد الساعات بين غروب الشمس وطلوع الفجر ثم قسمته على اثنين، وإضافة القيمة الناتجة إلى وقت المغرب. وبهذا يتم تحديد وقت منتصف الليل وثلثه.
في الختام، توضح دار الإفتاء المصرية أن تأخير صلاة العشاء يعد أمرًا مشروعًا ومحبذًا في بعض الحالات، ولكن يجب على المسلم أن يتأكد من قدرته على القيام بذلك دون أن يؤثر على عبادته أو أدائه للصلاة في وقتها.