حكم بيع وشراء الألعاب والبرامج المُكَرَّكة

حكم بيع وشراء الألعاب والبرامج المُكَرَّكة

أوضح الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن مسألة بيع وشراء البرامج والألعاب "المُكَرَّكة" تمثل انتهاكًا واضحًا وصريحًا لحقوق الملكية الخاصة، وهي حقوق أقرها الشرع الحنيف. يعتبر هذا التصرف غير مقبول من الناحية الشرعية، حيث أن انتهاك حقوق الملكية يُعد اعتداءً على جهد الآخرين ونتاجهم الفكري.

تحريم الانتفاع الغير مشروع

وأضاف الشيخ هشام أن من بين الأمور التي تحرمها الشريعة هو الانتفاع بأي منتج أو خدمة بشكل يتسبب في ضرر للمالك الأصلي دون إذنه. يشمل ذلك التلاعب أو إتلاف المنتج أو حتى تزويره، وكل هذه الأفعال تُعتبر اعتداء على الحقوق التي يجب صيانتها.

مخاطر التربح من الألعاب الإلكترونية

في سياق آخر، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن انتشار ظاهرة التربح من الألعاب الإلكترونية ومنصات الإنترنت يمثل تحديًا كبيرًا يهدد الصناعة التقليدية والتجارة، ويؤثر بشكل سلبي على المجتمع ككل. فقد أصبح الكثير من الشباب يعتمدون على الكسب السريع من خلال الألعاب أو المحتوى المدفوع، مما يُشعرهم بأن هذا هو الطريق الأمثل للربح.

تأثير هذه الظاهرة على القيم الاجتماعية

أشار الشيخ عويضة إلى أنه من غير المعقول أن يتخلى الشباب عن المهن الحقيقية والصناعات التي تعزز الاقتصاد من أجل الحصول على أموال سريعة من الإنترنت. هذا الاتجاه لا يمثل خطرًا على الأفراد فحسب، بل يهدد أيضًا استقرار المجتمع ويضعف من قيم العمل والاجتهاد.

التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة

تساءل الشيخ عويضة: "ماذا نقول لأبنائنا عندما يسألهم أحد عن مصدر رزقهم؟ هل نقبل أن يكون جوابهم أنهم يكسبون من لعب الألعاب الإلكترونية؟" هذا النوع من الكسب لا يُرضي الله ولا يُعتبر عملًا يبني الأوطان.

حكم شراء العملات داخل الألعاب الإلكترونية

ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية. حيث تتضمن العديد من هذه الألعاب تنافسًا بين اللاعبين، ومع تقدمهم في اللعبة تتزايد العملات الخاصة بهم. فإذا وصل اللاعب إلى مستوى معين وكان لديه فائض من العملات، فهل يجوز له بيعها للآخرين مقابل أموال حقيقية؟

أجابت دار الإفتاء بأنه يجوز شرعًا بيع وشراء العملات داخل الألعاب، ولكن مع وجود ضوابط يجب مراعاتها. من ضمن هذه الضوابط:

• ألا يكون اللعب إدمانًا يضر بالصحة النفسية أو الجسدية للاعب، ويشغله عن واجباته الحياتية مثل العمل أو الدراسة.
• ألا تحتوي الألعاب على عناصر محظورة شرعًا مثل الميسر والقمار، أو أي محتوى يتعارض مع عقيدة المسلمين.
• عدم احتواء اللعبة على محتوى عنيف أو يثير النزاعات بين اللاعبين.
• ألا تؤدي الألعاب إلى تضييع حقوق الله من عبادات أو حقوق العباد مثل حقوق الأسرة والأهل.