زلزال ريال مدريد بعد هزيمة آرسنال

لم تكن هزيمة ريال مدريد المخزية أمام آرسنال، التي انتهت بنتيجة إجمالية 5-1 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مجرد خسارة رياضية عابرة، بل كانت بمثابة زلزال زعزع أركان النادي الملكي. هذه الخسارة جاءت بعد سلسلة من الهزائم القاسية، بما في ذلك تلك التي تعرض لها الفريق في الكلاسيكو أمام برشلونة، مما أثار موجة من الغضب داخل إدارة النادي، بقيادة فلورنتينو بيريز.

كارثة آرسنال: القشة التي قصمت ظهر البعير

في أعقاب هذه الهزيمة المؤلمة، قامت الإدارة الرياضية في ريال مدريد بإجراء تحليل شامل لأداء الفريق، حيث أظهرت النتائج تراجعًا واضحًا في الأداء الهجومي والروح التنافسية. رودريغو غوس، النجم البرازيلي البالغ من العمر 24 عامًا، كان واحدًا من أبرز اللاعبين الذين لم يرقوا إلى مستوى التوقعات، خاصة في مباراة الإياب على ملعب "سانتياغو برنابيو"، حيث فشل في تقديم أي مساهمة هجومية تذكر.

تقرير من “هاي كورة” أشار إلى أن رودريغو حصل على تقييم منخفض (6.2/10) في تلك المباراة، بعد أن أضاع فرصتين واضحتين وفقد الكرة 12 مرة. هذا الأداء الضعيف لم يكن مجرد حادثة معزولة، بل كان نتيجة لتقلبات مستمرة في مستواه طوال الموسم.

أرقام مخيبة للآمال

خلال 28 مباراة في الدوري الإسباني، سجل رودريغو 5 أهداف فقط وصنع 4 تمريرات حاسمة، بينما كان قد سجل 17 هدفًا وصنع 9 تمريرات حاسمة في الموسم السابق. هذه الأرقام أثارت قلق الإدارة، التي كانت تعتبره "لا يمكن بيعه" قبل أشهر قليلة.

من "غير معروض للبيع" إلى "على طاولة المفاوضات"

خطط ريال مدريد الأولية، وفقًا لما ذكرته “الجزيرة نت” في نوفمبر 2024، كانت ترفض فكرة بيع أي من مهاجميه الأساسيين، بما في ذلك رودريغو وفينيسيوس جونيور، نظرًا لصغر سنهم وإمكاناتهم الكبيرة. لكن الأداء المخيب للآمال في المباريات الكبرى دفع بيريز إلى إعادة تقييم هذا الموقف.

تحول وضع رودريغو من "ركيزة لا تُمس" إلى "مرشح للبيع"، بشرط تلقي عرض لا يقل عن 80 مليون يورو، وهو المبلغ الذي يعكس القيمة السوقية للاعب، والذي يمكن استخدامه لتمويل صفقات جديدة.

وجهات محتملة

تقارير من “هاي كورة” ومنشورات على منصة “إكس” أشارت إلى اهتمام مانشستر سيتي برودريغو، حيث يفضل والد اللاعب هذا النادي. السيتي قد يكون الوجهة الأبرز، خاصة مع حاجة الفريق الإنجليزي لتعزيز خطه الهجومي بعد تراجع أداء بعض اللاعبين.

بيريز يخطط لثورة صيفية

إذا تم اتخاذ قرار ببيع رودريغو، فلن يكون مجرد رد فعل على أدائه الضعيف، بل جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة الفريق. يهدف بيريز إلى التعاقد مع لاعبين رئيسيين لتعزيز خط الوسط والدفاع، مع أسماء مثل فيتينيا من باريس سان جيرمان وترينت ألكسندر-أرنولد من ليفربول كأولويات محتملة.

ضغوط مالية

النادي يواجه أيضًا ضغوطًا مالية، مما قد يدفعه لبيع نجوم آخرين مثل أوريلين تشواميني، الذي لم يحقق التوقعات منذ انضمامه في 2022. هذا التغيير في سياسة بيريز يعكس إدراكه لضرورة التغيير الجذري بعد الخسارة أمام آرسنال.

أنشيلوتي: تحت الضغط لكن بعيدًا عن الأضواء

كارلو أنشيلوتي، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة، اختار الابتعاد عن الجدل المحيط بمستقبله. في تصريحات نقلتها “ماركا”، ركز المدرب الإيطالي على المباريات المتبقية، مؤكدًا أنه سيواصل العمل حتى النهاية. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن إقالته قد تكون وشيكة إذا ما خسر الفريق أمام بلباو، مع وجود سانتياغو سولاري كمرشح لتولي المهمة مؤقتًا.

رودريغو: هل انتهت رحلته مع الميرينغي؟

رودريغو غوس، الذي انضم إلى ريال مدريد من سانتوس في 2019، كان يُنظر إليه كأحد الركائز المستقبلية للفريق. لكن تراجعه هذا الموسم، إلى جانب وصول مبابي وزيادة المنافسة في خط الهجوم، قلص دوره داخل الفريق. التقارير تشير إلى أن ريال مدريد "ليس قلقًا" بشأن رودريغو، لكن نوايا البيع قد تكون في طور الإعداد.

وجهات محتملة

مانشستر سيتي يظل الوجهة الأبرز لرودريغو، ولكن أندية أخرى مثل ليفربول وباريس سان جيرمان قد تدخل السباق إذا تأكدت نوايا البيع. السعر المطلوب (80 مليون يورو) يمثل رغبة ريال مدريد في تحقيق عائد مالي كبير، ولكنه قد يثني بعض الأندية نظرًا للأداء الحالي للاعب.

تحليل نقدي: هل بيع رودريغو هو الحل؟

قرار بيع رودريغو يثير جدلًا كبيرًا. من جهة، تراجع مستواه واضح، خاصة في المباريات الكبرى، وهو ما يبرر انزعاج بيريز. لكن من جهة أخرى، رودريغو لا يزال في مقتبل العمر ولديه إمكانيات كبيرة، وقد يكون تراجعه مؤقتًا.

بيع اللاعب الآن قد يكرر أخطاء سابقة لبيريز، مثل التفريط في خاميس رودريغيز، ويجب إعطاؤه الفرصة تحت قيادة مدرب جديد لإعادة إحياء مستواه.