-

ريال مدريد يودع دوري الأبطال بخسارة قاسية

ريال مدريد يودع دوري الأبطال بخسارة قاسية
(اخر تعديل 2025-04-17 23:13:31 )
بواسطة

ودّع فريق ريال مدريد المنافسة في دوري أبطال أوروبا بعد هزيمة مؤلمة أمام فريق أرسنال، حيث انتهت المباراة بنتيجة إجمالية 5-1 لصالح الفريق الإنجليزي. في مباراة الإياب التي أُقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو، سقط الريال مجددًا، ليخسر 2-1، حيث سجل النجم فينيسيوس جونيور الهدف الوحيد للفريق.

كارثة البرنابيو: نهاية حلم الريمونتادا

كان عشاق ريال مدريد يأملون في تحقيق "ريمونتادا" تاريخية بعد أن خسر الفريق 3-0 في مباراة الذهاب التي أُقيمت في الإمارات. لكن هذه الآمال سرعان ما تبخرت، حيث فرض أرسنال، بقيادة المدير الفني ميكيل أرتيتا، سيطرته في الإياب، محققًا الفوز بفضل أهداف بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي.

هذا الخروج المبكر يُعد الأول منذ موسم 2019/20، مما أثار موجة من الغضب في أروقة النادي، خاصة لدى المدرب كارلو أنشيلوتي الذي واجه انتقادات شديدة بسبب اختياراته التكتيكية.

أنشيلوتي يهاجم الثلاثي الهجومي

عبّر أنشيلوتي عن صدمته من الأداء المخيب للثلاثي الهجومي: كيليان مبابي، جود بيلينغهام، ورودريغو. الثلاثي، الذي كان يُعول عليه لإنقاذ الفريق، لم يقدم الأداء المتوقع، حيث عجزوا عن خلق فرص حقيقية أو التأثير على مجريات اللعب.

مبابي، الذي انضم إلى الفريق كصفقة "غالاكتيكو" الصيف الماضي، لم يكن في يومه، بينما افتقر بيلينغهام للإبداع، وغاب رودريغو عن التألق في اللحظات الحاسمة. هذا الأداء دفع أنشيلوتي للتعبير عن إحباطه، مؤكدًا أن الفريق فقد "الشخصية والهوية".

انتقادات حادة للظهيرين

لم يتوقف غضب أنشيلوتي عند الثلاثي الهجومي، بل شمل أيضًا ظهيري الفريق، لوكاس فاسكيز وديفيد ألابا. فقد كان أداء فاسكيز، الذي لعب كظهير أيمن بدلاً من داني كارفاخال المصاب، ضعيفًا، حيث عانى أمام سرعة مارتينيلي ولم يقدم الدعم الهجومي المطلوب.

أما ألابا، الذي تم إعادته إلى مركز الظهير الأيسر رغم خبرته كقلب دفاع، فقد تلقى انتقادات لاذعة بسبب بطئه وعدم قدرته على مجاراة بوكايو ساكا، خصوصًا بعد حصوله على بطاقة صفراء مبكرة في الإياب. تقارير من "ماركا" أشارت إلى أن قرار أنشيلوتي بإشراك ألابا بدلاً من فران غارسيا أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتُبر غارسيا خيارًا أكثر ديناميكية.

تحميل الإدارة المسؤولية

لم يكتفِ أنشيلوتي بانتقاد لاعبيه، بل وجه انتقاداته أيضًا إلى إدارة النادي برئاسة فلورنتينو بيريز. حيث حمّل الإدارة مسؤولية الفشل بسبب عدم تعزيز مركز الظهير في سوق انتقالات يناير 2025، رغم إصابة كارفاخال بقطع في الرباط الصليبي وتراجع مستوى فيرلاند ميندي بسبب الإصابات المتكررة.
بهار مترجم الحلقة 43

كما أشار إلى أن فران غارسيا، بديل ميندي، لم يكن على مستوى التحديات الكبرى. كان أنشيلوتي قد طالب بضم ظهيرين ذوي جودة عالية، لكن رفض الإدارة لهذا الطلب زاد من معاناة الفريق، خاصة في ظل الاعتماد على فاسكيز وألابا كحلول مؤقتة.

مواساة فينيسيوس: النجم الوحيد المستثنى

وسط هذه الأجواء المتوترة، خصّ أنشيلوتي النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور بكلمات دافئة، مشيدًا بجهوده الفردية. فينيسيوس، الذي سجل هدف الريال الوحيد في الإياب، كان اللاعب الأكثر خطورة، حيث حاول بمفرده قلب الموازين أمام دفاع أرسنال القوي.

قال أنشيلوتي له: "أنا فخور بك، لقد فعلت المستحيل بمفردك، أنقذتني مرات عديدة ولن أنسى ذلك." هذه الكلمات تعكس إيمان المدرب بفينيسيوس كركيزة أساسية للفريق، رغم فشل بقية النجوم في مواكبة تألقه.

تداعيات الخروج: ضغوط على أنشيلوتي وبيريز

الهزيمة أمام أرسنال زادت الضغوط على أنشيلوتي، الذي يواجه انتقادات بسبب اختياراته التكتيكية وإصراره على إشراك ألابا وفاسكيز رغم تراجع مستواهما. وقد نقلت صحيفة "الغارديان" عن أنشيلوتي قوله: "افتقرنا إلى كرة القدم، الشخصية، والهيكلية"، وهو تصريح يعكس عمق الأزمة التي يمر بها الفريق.

في المقابل، يواجه بيريز ضغوطًا متزايدة بسبب قراراته في سوق الانتقالات، حيث أشارت "ذي أثليتيك" إلى أن رفضه ضم لاعبين مثل هاري كين وظهير جديد ساهم في تدهور مستوى الفريق. وقد أشارت التقارير إلى أن عقدي فاسكيز وألابا قد لا يُجددا، مع احتمال رحيلهما إذا وصل عرض مناسب.

التحديات المقبلة

رغم الخروج من البطولة الأوروبية، لا يزال أمام ريال مدريد فرصة لإنقاذ موسمهم عبر الدوري الإسباني، حيث يتأخر بفارق 4 نقاط عن برشلونة، بالإضافة إلى نهائي كأس الملك المقرر ضد برشلونة يوم 26 أبريل 2025. كما تلوح في الأفق بطولة كأس العالم للأندية، التي يطمح الريال للفوز بها.

أنشيلوتي دعا الفريق إلى "التركيز على البطولات المتبقية"، ولكن الشكوك تحوم حول مستقبله مع الفريق، حيث تربط الأنباء المدرب تشابي ألونسو بالعودة إلى البرنابيو.