-

أزمة ريال مدريد بعد خسارة نهائي الكأس

أزمة ريال مدريد بعد خسارة نهائي الكأس
(اخر تعديل 2025-04-29 15:36:58 )
بواسطة

في مساء يوم 26 أبريل 2025، شهد ملعب لا كارتوخا حدثًا رياضيًا لم يكن متوقعًا؛ حيث خسر ريال مدريد أمام غريمه التقليدي برشلونة بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا. لم تكن هذه الخسارة مجرد هزيمة عادية، بل تحولت إلى أزمة عميقة هزت أركان الفريق الملكي. وفقًا لتقرير صحيفة “دون بالون” الإسبانية، اشتعلت التوترات داخل غرفة الملابس بعد المباراة، حيث تبادل اللاعبون وأعضاء الجهاز الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية فقدان اللقب، الذي حسمه هدف متأخر من جول كوندي في الدقيقة 115 من الوقت الإضافي.

بيلينغهام وفينيسيوس ضد مبابي: صدام الأنا

برز كيليان مبابي، الذي بدأ المباراة على مقاعد البدلاء بسبب إصابة في الكاحل، كأحد أبرز محاور الخلاف. فقد كشف تقرير “دون بالون” عن قيام كل من جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور بمهاجمة النجم الفرنسي، متهمين إياه بأنه “اختفى” في الشوط الأول و”ظهر متأخرًا” في الشوط الثاني ليظهر كـ”بطل المباراة”. وأشارا إلى أن مبابي، الذي سجل هدف التعادل من ركلة حرة في الدقيقة 70، تصرف كـ”ديفا”، مفضلًا حماية نفسه بدلاً من التضحية لأجل الفريق.

من جانبه، دافع مبابي عن نفسه مؤكدًا أنه لعب رغم عدم تعافيه التام من الإصابة، ورفض تحميل الحكم ريكاردو دي بورغوس بنغوتشيا مسؤولية الهزيمة. ودعا إلى “النقد الذاتي”، معتبرًا أن الأخطاء التي ارتكبتها الفريق هي السبب الجوهري وراء الخسارة. هذا الموقف، الذي حصل على دعم من لاعبون مثل لوكا مودريتش وأردا جولر، أدى إلى انقسام غرفة الملابس إلى معسكرين: فريق يلقي اللوم على الحكم، يقوده بيلينغهام وفينيسيوس وأنطونيو روديغر، وآخر يركز على الأخطاء الداخلية بقيادة مبابي ومودريتش.

روديغر وبيلينغهام: غضب موجه للحكم

لم تقتصر التوترات على اللاعبين فحسب، بل امتدت إلى الحكم دي بورغوس، الذي أثار غضب الفريق بإلغاء ركلة جزاء لـمبابي في الوقت الإضافي بدعوى التسلل. وقد أشار تقرير “إل موندو” إلى أن روديغر، الذي طُرد بعد محاولته رمي زجاجة على الحكم، أظهر “سلوكًا عدوانيًا”، بينما تم طرد بيلينغهام بعد المباراة بسبب احتجاجه بعبارات قاسية مثل “كل قرار بنسبة 50-50 يذهب لصالح برشلونة”. ويُتوقع أن تؤدي تقارير الحكم إلى عقوبات تصل إلى 3 مباريات لكل منهما في الدوري، مما يزيد من تعقيد وضع ريال مدريد.

روديغر، الذي نشر اعتذارًا على إنستغرام قائلاً: “لا عذر لتصرفي، أعتذر للحكم”، كان من أبرز المحتجين، إلى جانب فينيسيوس، الذي اتهم الحكم بعدم احتساب مخالفات لصالحه، خاصة في مواجهته مع كوندي ورافينيا. هذه الحادثة عكست حالة الإحباط العامة في الفريق، الذي يعاني من موسم مخيب للآمال، حيث خسر أيضًا في دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال (5-1) والسوبر الإسباني أمام برشلونة (5-1).

صراع الأنا: هل يستطيع بيريز إنقاذ الفريق؟

تظهر الأزمة الحالية “صراع الأنا” داخل غرفة الملابس، كما وصفته “دون بالون”، حيث يعاني الفريق من توترات بين نجومه الكبار. فينيسيوس، الذي يُعتبر مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية 2025، يرى نفسه قائد الفريق، بينما يُنظر إلى مبابي، الذي يتقاضى أعلى راتب في الفريق (15 مليون يورو سنويًا)، كـ”الوافد الجديد” الذي لم يُثبت نفسه بعد. بيلينغهام، من جانبه، يعاني من تراجع أدائه مقارنة بالموسم الماضي، حيث سجل 5 أهداف فقط في 30 مباراة، مما زاد من حساسيته تجاه الانتقادات.

تقرير “إل كونفيدينسيال” أشار إلى أن أنشيلوتي عقد جلسة “عاصفة” مع اللاعبين بعد السوبر الإسباني، متهمًا بيلينغهام وفينيسيوس ومبابي ورودريغو بـ”الافتقار إلى التضحية الدفاعية”، مقارنةً بجهود لاعبي برشلونة مثل لامين يامال وغافي. هذه التوترات تفاقمت بعد نهائي الكأس، حيث يواجه أنشيلوتي ضغوطًا للبقاء أو الرحيل، مع شائعات حول اقتراب تشابي ألونسو لتولي القيادة في صيف 2025.

فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، يواجه تحديًا كبيرًا في احتواء هذه الأزمة، خاصة مع اقتراب مباراة حاسمة أمام برشلونة في الدوري يوم 3 مايو 2025، والتي قد تحدد مصير اللقب. وأشار تقرير “ماركا” إلى أن بيريز يخطط للاجتماع مع اللاعبين لتهدئة الأجواء، مع التركيز على تجديد عقد فينيسيوس وإشراك مبابي أكثر في القرارات الجماعية. لكن بعض المنشورات على منصة X، مثل منشور @HalaMadrid_YN، حذرت من أن “الفريق ينهار بسبب الأنا، وإذا لم يتدخل بيريز، قد نخسر كل شيء”.

مستقبل غامض: هل يمكن إصلاح التصدع؟

تُعد هذه الأزمة الأخطر في غرفة ملابس ريال مدريد منذ موسم 2018-2019، عندما أدت الخلافات إلى إقالة جولين لوبيتيغي. تشير تقارير من “غرادا3” إلى أن مبابي، الذي كان يُتوقع أن يكون “المنقذ” بعد توقيعه من باريس سان جيرمان، يعاني من ضغوط هائلة بسبب توقعات الجماهير، حيث سجل 12 هدفًا فقط في 28 مباراة هذا الموسم، مقارنة بـ44 هدفًا مع باريس في الموسم السابق. Meanwhile, يُنظر إلى فينيسيوس كقائد المستقبل، لكنه يواجه انتقادات بسبب “الأنانية” في بعض المباريات، كما أشار تقرير “دون بالون” قبل النهائي.

من جهة أخرى، يُظهر بيلينغهام علامات الإحباط، حيث أشار تقرير “ماركا” إلى أن دوره الجديد كـ”وافد متأخر” إلى منطقة الجزاء قلل من تأثيره الهجومي، مما جعله أكثر حساسية تجاه أداء زملائه. ومع اقتراب كأس العالم للأندية 2025، يخشى المشجعون، كما عبرت منشورات على X مثل @RMadridistaReal، أن تؤدي هذه الانقسامات إلى “موسم كارثي” إذا لم تُحل سريعًا.
المشردون الحلقة 21

هل تشابي ألونسو هو الحل؟

تتجه الأنظار الآن إلى تشابي ألونسو، الذي يُعتبر المرشح الأول لخلافة أنشيلوتي، وفقًا لـ“آس”، حيث يُعتقد أن أسلوبه الصارم وقدرته على بناء فرق متماسكة قد تنهي “حرب الأنا”. ولكن تحدياته ستكون كبيرة، خاصة مع وجود نجوم بمستوى مبابي وفينيسيوس وبيلينغهام، الذين يحتاجون إلى إدارة دقيقة لتجنب الصراعات. وقد حذرت تقارير “إل كونفيدينسيال” من أن “ريال مدريد يحتاج إلى جنود أكثر من القادة”، مشيرًا إلى أن الافتقار إلى الالتزام الجماعي هو السبب الرئيسي وراء الهزائم أمام برشلونة هذا الموسم (9-2 إجماليًا في مباراتي الدوري والسوبر).

ردود فعل متباينة

أثارت الأزمة جدلًا واسعًا على منصة X، حيث دافع مشجعو ريال مدريد عن فينيسيوس وبيلينغهام، معتبرين أن مبابي “لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات”، بينما رأى آخرون، مثل منشور @HalaMadridM7، أن “مبابي يحاول تحمل المسؤولية، لكن الفريق يفتقر إلى الانسجام”. في حين استغل مشجعو برشلونة، مثل @BarcaWorldAr، الفرصة للسخرية، مشيرين إلى أن “غرفة ملابس مدريد تنهار بينما برشلونة يبني فريق المستقبل”.