تحديات ريال مدريد أمام أرسنال في دوري الأبطال

تواجه آمال ريال مدريد في العودة من تأخره 3-0 أمام أرسنال في مباراة الإياب ضمن ربع نهائي دوري أبطال أوروبا تحديات كبيرة، حيث تسلط التقارير الضوء على إصابات خطيرة وغيابات مؤكدة ستؤثر بشكل كبير على خيارات المدرب كارلو أنشيلوتي في اللقاء المقبل على ملعب سانتياغو برنابيو يوم الأربعاء.
غيابات مؤكدة: كامافينغا وميندي وتساؤلات حول سيبايوس
تعد أبرز الغيابات هي غياب إدواردو كامافينغا، الذي تعرض للطرد في الدقيقة 94 من مباراة الذهاب بعد حصوله على بطاقة صفراء في الدقيقة 69، مما يعني أنه سيغيب عن مباراة الإياب نتيجة البطاقة الحمراء. كما أن البطاقة الصفراء السابقة كانت كفيلة بإيقافه بسبب تراكم الإنذارات.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت صحيفة "آس" أن الظهير الأيسر فيرلاند ميندي سيغيب عن مباراة الإياب بسبب إصابة في عضلة الفخذ الخلفية. كان من المتوقع أن يقدم ميندي دعمًا كبيرًا في الخط الدفاعي، وغيابه سيضع أنشيلوتي في موقف صعب للغاية، خاصة مع وجود تهديدات من جناحي أرسنال، كـ بوكايو ساكا.
أما بالنسبة للاعب الوسط داني سيبايوس، فإن آمال عودته تتلاشى شيئًا فشيئًا. على الرغم من استئنافه للتدريبات ومشاركته في جلسات خفيفة، إلا أن النادي يرى مشاركته في مباراة الإياب "شبه مستحيلة" وفقًا لتقارير "آس". كان أنشيلوتي يأمل في استعادة سيبايوس بعد غيابه عن مباراة الذهاب، لكن حالته الصحية لم تكن كما هو متوقع، مما يزيد من تعقيد خيارات خط الوسط.
شكوك حول فالفيردي وألابا
إلى جانب الغيابات المؤكدة، تثار المخاوف حول لياقة كل من فيديريكو فالفيردي وديفيد ألابا، اللذين أنهيا مباراة الإمارات وهما يعانيان من إزعاج بدني. ورغم أن التقارير تشير إلى أن إصاباتهما ليست خطيرة، إلا أن كلا اللاعبين يخضعان لمزيد من الفحوصات لتحديد مدى جاهزيتهما للمباراة القادمة.
فالفيردي، الذي لعب كظهير أيمن في بعض فترات المباراة الأولى، يُعتبر عنصرًا حيويًا في خطط أنشيلوتي سواء في الدفاع أو في خط الوسط، وغيابه قد يمثل ضربة إضافية للفريق. أما ألابا، فقد عانى من صعوبة في احتواء هجوم أرسنال، مما أثار بعض الانتقادات حول أدائه. إذا لم يكن في كامل لياقته، سيكون على أنشيلوتي التفكير في خيارات بديلة مثل فران غارسيا أو إعادة ترتيب الخط الدفاعي بالكامل.
نقاط إيجابية: عودة تشواميني ولونين
في وسط هذه الأخبار القاتمة، تبرز بعض النقاط الإيجابية. حيث سيعود أوريلين تشواميني لتعزيز خط الوسط بعد غيابه عن مباراة الذهاب بسبب الإيقاف. وجوده سيضفي مزيدًا من القوة البدنية والتغطية الدفاعية، وهو ما سيكون ضروريًا لمواجهة خط وسط أرسنال الديناميكي بقيادة ديكلان رايس ومارتن أوديغارد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان أنشيلوتي سيختار إشراكه جنبًا إلى جنب مع لوكا مودريتش، البالغ من العمر 39 عامًا، والذي عانى من سرعة أرسنال في مباراة الذهاب. بالإضافة إلى ذلك، عاد حارس المرمى أندري لونين إلى التدريبات الكاملة بعد معاناته من إصابة في عضلة الساق، مما يعني أنه قد يكون جاهزًا للجلوس على مقاعد البدلاء كبديل لـ تيبو كورتوا. هذه العودة قد توفر بعض الأمان في الخط الدفاعي، لكنها لا تعوض النقص الكبير في المراكز الأخرى.
بهار مترجم الحلقة 42
تحدي أنشيلوتي: قلب النتيجة بفريق منهك
كارلو أنشيلوتي يواجه مهمة شبه مستحيلة في محاولة قلب تأخر فريقه بثلاثة أهداف نظيفة، خاصة مع الإصابات والغيابات الحالية. غياب كامافينغا وميندي، مع عدم اليقين بشأن سيبايوس وفالفيردي وألابا، يعني أن ريال مدريد سيحتاج إلى أداء استثنائي من نجومه مثل كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام لتحقيق المعجزة.
التاريخ يظهر أن ريال مدريد قادر على العودة في دوري الأبطال، لكن هذه المرة، يبدو أن التحدي أكبر من أي وقت مضى. من جهته، يدرك ميكيل أرتيتا، مدرب أرسنال، أن فريقه لا يمكنه الاعتماد على تفوقه في الذهاب. ريال مدريد، حتى وهو مصاب ومنهك، يظل خصمًا خطيرًا في البرنابيو، حيث يمكن للجماهير والتاريخ أن يلعبا دورًا كبيرًا.
أرتيتا سيحث لاعبيه على الحذر والتركيز لتجنب أي مفاجآت، مع العلم أن أرسنال لديه فرصة ذهبية للوصول إلى نصف النهائي لأول مرة منذ 2009.
ختامًا
يدخل ريال مدريد مباراة الإياب أمام أرسنال بتشكيلة منقوصة وتحديات كبيرة. غياب كامافينغا وميندي، مع احتمالية استبعاد سيبايوس وشكوك حول فالفيردي وألابا، يضع أنشيلوتي في موقف حرج. على الرغم من أن عودة تشواميني ولونين قد تخفف الضغط قليلاً، إلا أن المهمة تبقى شاقة للغاية.
بينما يستعد أرسنال لخوض المعركة في البرنابيو، يعلم الجميع أن دوري الأبطال لا يتسامح مع الثقة الزائدة، خصوصًا أمام ريال مدريد على أرضه. هل سيتمكن أنشيلوتي من تحقيق إحدى عوداته الأسطورية؟ أم أن أرسنال سيثبت أنه العملاق الجديد؟ الإجابة ستظهر يوم الأربعاء المقبل.