أحكام العلاقة الزوجية وفق الشريعة الإسلامية
يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مرجعية أساسية تحدد الضوابط والأحكام الشرعية للعلاقة الحميمة بين الزوجين. إن الشريعة الإسلامية وضعت معايير دقيقة لتنظيم هذه العلاقة، بما في ذلك تحديد الأوقات التي يُمنع فيها ممارسة العلاقة الزوجية، مثل أوقات الصيام في نهار رمضان وأثناء فترة الحيض والنفاس لدى المرأة. كما وضعت الشريعة أماكن معينة لا يجوز فيها إقامة هذه العلاقة، وهو ما أوضحه الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر، في رده على سؤال أحد الأشخاص حول الأماكن التي يُحرم فيها على الزوج والزوجة ممارسة العلاقة الزوجية.
الأحكام الشرعية للعلاقة الزوجية
في معرض رده، أكد الشرقاوي أن الله سبحانه وتعالى قد أباح للزوج وللزوجة أن يتطلع كل منهما على عورات الآخر، وذلك في إطار العلاقة الزوجية الشرعية. كما ورد في قوله تعالى: "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين". ومع ذلك، هناك بعض الأماكن التي يُحظر على الزوجين ممارسة العلاقة فيها، ومن أبرزها:
1. المساجد
أكد الشرقاوي أنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تحدث علاقة حميمة بين الزوجين داخل المسجد، وذلك استنادًا لقوله تعالى: "ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد". المساجد هي أماكن مخصصة لعبادة الله، ويجب أن تبقى بعيدة عن مثل هذه الأمور.
2. غرفة تجمع الزوجات
أشار الشرقاوي إلى أنه إذا كان الزوج متزوجًا بأكثر من واحدة، فإنه لا يجوز له جمع زوجتيه في نفس الغرفة. فهذا الأمر يُعتبر من المحرمات؛ إذ لا يجوز للمرأة أن ترى عورة امرأة أخرى، مهما كانت. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك". وقد اختلف العلماء في مسألة الجماع بين الثلاثة في حال سترهم للعورة، حيث قال فريق إنه مكروه وآخر قال إنه حرام، لكن الشرقاوي يؤكد أن الرأي الصواب هو الحرمة، لذا يجب الابتعاد تمامًا عن جمع الزوجتين في الفراش أو في نفس المكان.
3. العلانية
المكان الثالث الذي يُحظر فيه ممارسة العلاقة الزوجية هو الأماكن العامة أو العلانية، مثل الشوارع أو وسائل النقل أو أي مكان لا يُأمن فيه ألا يراه الناس. فممارسة العلاقة في العلن تعتبر كشفًا للعورات، مما ينزع الحياء من القلوب ويجعل الإنسان لا يشعر بالغيرة على عرضه أو على زوجه.
رحلة العمر الحلقة 25
وأكد الشرقاوي أن أحد أهداف الشيطان هو كشف عورات الناس وزوجاتهم، حيث كان هدف إبليس مع سيدنا آدم أن يُظهر عورته، كما جاء في قوله تعالى في سورة الأعراف: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما". هذا الأمر أيضًا يُعتبر تشبهًا بالحيوانات، بالإضافة إلى أن الفرد لا يُمكنه أن يأمن على نفسه من التصوير خاصة مع تقدم وسائل التصوير الحديثة.