جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح
جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح
في حديثه المؤثر، أكد الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، على أهمية القيم الإنسانية والروحانية التي تحملها قصة سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه. فحينما أساء الحارث بن هشام إلى بلال بكلمات جارحة، قائلاً: "أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟"، كان هذا التهكم بمثابة اختبار لصبر وقوة إيمان بلال.
الرد الإلهي على الإساءة
وأوضح مرزوق في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة، كيف أن الله تعالى قد جاء بجبر خاطر بلال من خلال الوحي الذي نزل عليه، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
رسالة طمأنة وثقة
وأشار مرزوق إلى أن هذا الموقف يعد بمثابة رسالة طمأنة لكل من يشعر بالقلق أو الإهانة بسبب انتقادات أو سخرية من الآخرين. فالله -جل جلاله- يدافع عن عباده كما دافع عن سيدنا بلال، ومن المهم أن يعرف الجميع أنهم عند الله غالٍ، لا يحق لأحد التقليل من شأنهم.
دعوة لرفع الرأس
وجه مرزوق نداءً لكل من يعاني من التنمر أو الاستهزاء بسبب مظهره أو هيئته: "ارفع رأسك، فإن الله -سبحانه وتعالى- يحرص على حمايتك من كل تمييز عنصري". فكل إنسان له قيمته وكرامته عند الله.
حرمة المؤمن عند الله
كما ذكر سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حينما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال: "مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ". وهذا يوضح بجلاء أن المؤمن له مكانة عظيمة وحرمة كبيرة عند الله.
أنا أم 2 الحلقة 171