الزواج من دون كتب كتاب: رؤية شرعية

مقدمة حول الزواج وشرعيته
تعتبر مسألة الزواج من الأمور المهمة التي تشغل بال الكثيرين، حيث يختلف فهمها وتطبيقها بحسب الأزمنة والعصور. وفي هذا السياق، ظهرت تساؤلات عديدة حول صحة الزواج من دون عقد رسمي، مما يستدعي طرح آراء المختصين في هذا المجال.
قصة السيدة المتزوجة
في إحدى حلقات برنامجه «ولا تعسروا»، قدم الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حالة مثيرة للجدل. حيث تلقت دار الإفتاء رسالة من سيدة متزوجة منذ 35 عامًا، لكنها لم تقم بإجراء كتب الكتاب، استنادًا إلى اعتقادها بأن هذا الأمر غير ضروري كما كان في زمن الرسول.
السؤال المطروح
أعربت السيدة عن قلقها قائلة: "لقد أخذنا عهداً أمام الله بأنني زوجته وهو زوجي، وقد حلفنا على المصحف. فهل هذا الزواج حلال أم حرام؟"
رد الدكتور عمرو الورداني
جاء رد الدكتور الورداني مفاجئًا للكثيرين، حيث أوضح أن هذا النوع من الزواج لا يعتبر زواجًا شرعيًا. بل وصف تلك العلاقة بأنها "وطء شبهة"، مشيرًا إلى عدم وجود أولاد نتيجة لهذه العلاقة، مما يعزز رأيه بأن الزواج يجب أن يكون قائمًا على صيغة واضحة من الإيجاب والقبول.
شروط الزواج الشرعي
أكد الدكتور الورداني على أهمية وجود صيغة الزواج، حيث يجب أن يكون هناك إعلان واضح من الطرفين. فقال: "لم يقل لها زوجتك، ولم تقل هي قبلت، وهذا يضعنا أمام إشكالية كبيرة."
الحل المقترح
وفيما يتعلق بكيفية تصحيح الوضع القائم، اقترح أمين الفتوى أن يقوم الزوجان بالزواج رسميًا، حيث يجب أن تقول الزوجة: "زوجتك نفسي"، ويجيب الزوج: "قبلت"، بحضور شهود. وهذا يعد أمرًا أساسيًا لجعل الزواج صحيحًا وفق الشريعة الإسلامية.
خطوات التوثيق
كما نصح الدكتور الورداني بضرورة توثيق الزواج رسميًا، من خلال إجراء ما يعرف بـ"التصديق على الزواج"، مما سيعطي العلاقة صبغة شرعية ويعزز من استقرار الأسرة.
ختام
إن فهم الشروط والأحكام المتعلقة بالزواج يعد أمرًا أساسيًا لضمان استقرار العلاقات الأسرية. لذلك، من المهم الرجوع إلى الفقهاء والمختصين للحصول على الإجابات الصحيحة التي تتماشى مع تعاليم الدين.
عائلة شاكر باشا الحلقة 4