في الوقت الذي يستعد فيه ملعب الكامب نو لاستقبال موسم جديد مليء بالطموحات تحت قيادة المدرب هانزي فليك، تلوح في الأفق موجة من التوتر في كواليس النادي، تتعلق بأحد أبرز المواهب الشابة في برشلونة: اللاعب فرينكي دي يونغ.
اللاعب الهولندي، الذي كان من المتوقع أن يكون ركيزة أساسية في مشروع برشلونة، أصبح على أعتاب الرحيل في صيف 2025، وذلك بعد أزمة هادئة ولكن عميقة مع مدربه الألماني، بالإضافة إلى تصريحات تشير إلى أن الوضع داخل النادي ليس كما ينبغي.
ما الذي حدث بين دي يونغ وفليك؟
فرينكي دي يونغ، الذي يبلغ من العمر 28 سنة، كان من أوائل اللاعبين الذين نالوا إشادة المدرب فليك عندما تولى منصبه في برشلونة في مايو 2024.
ومع مرور الوقت، بدأت العلاقة تأخذ منحى مختلف. خلال بطولة يورو 2024، كان دي يونغ أساسيًا في المباراة الأولى لمنتخب هولندا، لكن سرعان ما اختفى تدريجيًا من التشكيلة، وذلك بسبب قرارات فنية من المدرب رونالد كومان، بالإضافة إلى إصابة طفيفة أثرت على جاهزيته.
هذا الوضع انعكس سلبًا على حالته النفسية، وبدأ يشعر أن دوره مع برشلونة لم يعد كما كان متوقعًا.
صحيفة سبورت الكتالونية كشفت عن أن دي يونغ غير مرتاح لطريقة استخدامه في خطة فليك.
المدرب الألماني يفضل أسلوب لعب أكثر ديناميكية وسرعة في وسط الملعب، مما أتاح للاعبين مثل بيدري وغافي الفرصة للعب أدوار أكبر في بعض المباريات المهمة خلال الموسم الماضي.
دي يونغ، الذي اعتاد على اللعب كمحور أو صانع ألعاب، بدأ يشعر بأن دوره أصبح محدودًا، مما زاد من التوتر بينه وبين فليك.
تصريحات تلمح للتوتر
في حوار مؤخر مع قناة NOS الهولندية، تحدث دي يونغ بطريقة فتحت المجال أمام التكهنات.
عندما سُئل عن وضعه مع برشلونة، قال: "أنا أحترم قرارات المدرب، لكن أحيانًا تكون هناك أشياء غير متوقعة.
أريد أن ألعب وأتطور، وهذا ما سيحدد خطوتي القادمة".
هذا الكلام فُهم على أنه نقد غير مباشر لفليك، خاصة بعد أن أضاف: "أحيانًا أشعر أنني قادر على تقديم المزيد إذا كانت المساحة متاحة".
التصريحات زادت من الشكوك، خصوصًا أن دي يونغ كان في فترة توتر مع إدارة النادي بسبب ضغوطهم عليه لتقليل راتبه الذي يصل إلى 19 مليون يورو (بدون الضرائب).
الإدارة ترى أن هذا الراتب عبء كبير، مما جعل اسمه يرتبط بالرحيل أكثر من مرة.
وضع النادي: بيع أم إعارة؟
برشلونة لا يرغب في خسارة دي يونغ نهائيًا، لأنه لا يزال يحتفظ بقيمة فنية وسوقية عالية.
لكن النادي منفتح على خيارين:
1. بيع مشروط: إذا وصل عرض قوي (أكثر من 70 مليون يورو)، قد يوافق برشلونة، خاصة أن عقده ينتهي في صيف 2026 ولم يتم إحراز تقدم في مفاوضات التجديد.
2. إعارة مع تجديد: فكرة تمديد عقد دي يونغ لسنة أو سنتين، وبعد ذلك إعارته لنادٍ مثل بايرن ميونخ أو مانشستر يونايتد، اللذين أبديا اهتمامًا به لفترة طويلة.
الوضع يزداد تعقيدًا، حيث بدأ فليك، وفقًا لما ذكرته صحيفة موندو ديبورتيفو، يفكر في تشكيلته دون دي يونغ إذا استمر التوتر.
المدرب لديه ثقة في الشباب مثل مارك كاسادو وفيرمين لوبيز، الذين يمكنهم تعويض غياب الهولندي إذا قرر الرحيل.
دي يونغ: ما هي الخطوة القادمة؟
يدرك دي يونغ أن الموسم المقبل سيكون حاسمًا في مسيرته، خاصة أنه يسعى لضمان مكان أساسي مع هولندا في كأس العالم 2026.
غيابه عن التشكيلة الأساسية في يورو 2024 جعله يفكر بجدية في مستقبله، وبدأ دراسة عروض من أندية كبيرة.
بايرن ميونخ، على وجه الخصوص، يظهر كوجهة محتملة، خاصة أن توماس توخيل (إذا استمر) يرى أن دي يونغ يناسب أسلوبه.
في الوقت نفسه، تؤكد تصريحات ديكو، المدير الرياضي، أن النادي لن يعرقل رحيل أي لاعب إذا كان ذلك في صالح الطرفين.
في مقابلة مع Copa_Lal، قال ديكو: "نريد تحسين الفريق، وليس إضعافه.
إذا كان اللاعب غير مرتاح، سنجد حلًا".
هل سيغادر دي يونغ الكامب نو؟
القضية لا تزال مفتوحة، لكن جميع المؤشرات تشير إلى أن صيف 2025 سيكون نقطة تحول في مسيرة فرينكي دي يونغ مع برشلونة.
الأزمة الصامتة مع فليك، الضغوط المالية من الإدارة، وطموح اللاعب نفسه تجعل الرحيل خيارًا واردًا.
لكن السؤال الأكبر يبقى: هل سيتمكن برشلونة من تعويض غياب لاعب مثل دي يونغ؟
أم ستكون هذه الخطوة خطأً سيعانون منه كما حدث مع رحيل نجوم أخرى في الماضي؟
ما رأيك، هل سيكون دي يونغ نجم برشلونة القادم، أم أن قصته مع الكامب نو قد انتهت؟