تأصيل الحق في الإرث ومفهوم المحبة
تأصيل الحق في الإرث ومفهوم المحبة
في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي نعيشها، تظهر بين الحين والآخر مقولات تثير الجدل حول بعض المفاهيم الشرعية. من بين هذه المقولات، تبرز مقولة “مال أبونا لا يذهب للغريب”، والتي أثارت ردود فعل متنوعة في المجتمع. وقد جاءت دار الإفتاء المصرية لتوضح أن هذه المقولة لا تعكس الحقيقة الشرعية، بل قد تؤدي إلى أفعال محرمة، كحرمان الورثة من حقوقهم الشرعية.
توضيح مفهوم الإرث
تؤكد دار الإفتاء أن ما يتركه الإنسان بعد وفاته من أموال وأراضٍ يُعتبر حقًا للورثة، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا. إن التفريق بين الورثة بناءً على النوع أو الصلة بالميت يعد فهمًا خاطئًا. فكل من له حق في الميراث يجب أن يحصل عليه دون تمييز، كما أن أي تأخير في تسليم هذا الحق يعد تصرفًا غير مشروع.
مفهوم الغريب في العلاقات الأسرية
عندما يُنظر إلى زوج البنت على أنه "غريب"، فإن ذلك يخلق نوعًا من الخصومة والعداء، مما قد يؤدي إلى قطع الروابط الأسرية التي أوصى بها الدين. فالإسلام يدعو دائمًا إلى توثيق العلاقات الأسرية وتعزيز الروابط بين الأفراد.
مقولة “اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه”
من المقولات الشائعة بين الناس هي المقولة: “اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه”، وقد تساءل الكثيرون عن مدى صحة هذه المقولة من الناحية الشرعية. وقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل موضحة أن هذه المقولة تحمل معنى عميقًا في الدين.
دلالات القبول والمحبة في الدين
وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، فإن الله سبحانه وتعالى يعد أولياءه بأن يجعل محبتهم في قلوب الناس، كما جاء في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾. وقد نقل ابن عباس رضي الله عنهما تفاسير تشير إلى أن هذه المحبة تشمل محبتهم بين الناس.
تيتا زوزو الحلقة 21
حديث النبي عن المحبة
تم ذكر حديث نبوي يتحدث عن حب الله لعباده، حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ». وهذا يوضح كيف أن محبة الله تنعكس على قلوب الناس، مما يجعلهم يحبون الشخص الذي يحبه الله.
في الختام، إن فهمنا لمفاهيم الإرث والمحبة في الإسلام يتطلب منا أن نتحلى بالعدل ونعمل على تعزيز الروابط الأسرية، ونتجنب أي مقولات قد تؤدي إلى الفتنة أو التباعد بين الأفراد.