-

تأخر الزواج: ابتلاء ورزق من الله

تأخر الزواج: ابتلاء ورزق من الله
(اخر تعديل 2024-10-07 13:13:20 )
بواسطة

تأخر الزواج: هل هو ابتلاء من الله؟

تتردد في أذهان الكثيرين تساؤلات حول موضوع تأخر الزواج، وخاصة لمن يرغب فيه. هل يُعَدُّ هذا التأخر ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى؟ هذا السؤال قد تم طرحه في دار الإفتاء، وكانت الإجابة واضحة ومبنية على أسس دينية متينة. الزواج هو سُنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد حثَّ عليها ودعا إليها، واعتبر الإعراض عنها أمرًا غير مستحب.

تأملات في مفهوم الابتلاء

قد يكون تأخر الزواج اختبارًا من الله عز وجل لمن يسعى إليه، ويسعى جاهدًا لإيجاد شريك مناسب. في هذه الحالة، يُنصح من ابتُلي بتأخر الزواج أن يتحلى بالصبر ويحتسب الأجر عند الله، ولا يفقد الأمل في رحمته. من المهم أن يتذكر الإنسان أن الرضا بما قدَّره الله له هو من الإيمان، سواء كانت حالته ميسرة أو عسيرة، فالله قد يفرج كربه قريبًا.

الزواج من سنن الأنبياء

إن النكاح يُعتبر من سنن الأنبياء عليهم السلام. فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج". وهذا يعني أن الزواج ليس مجرد رغبة، بل هو حاجة طبيعية وشرعية. فهو وسيلة لتعفف النفس وغض البصر وحفظ الفرج.

الأسباب والتحديات

عندما نتحدث عن الزواج، يجب أن نفهم أن هناك شروطًا يجب توفرها. فالشخص الذي يملك القدرة على تكاليف الزواج يُستحب له أن يتزوج، لما فيه من مودة ورحمة وسيلة لقضاء الشهوة في إطار الحلال. بينما من لا يستطيع ذلك، فعليه أن يتحلى بالصبر ويستعين بالله، ويأخذ بالأسباب الممكنة.

صبر المؤمن ورضاه

الابتلاءات تحمل في طياتها العطاء والرحمة. فكل ما يصيب الإنسان من مصائب هو في الواقع فرصة لرفع درجاته وزيادة ثوابه. وحتى الشوكة التي تُصيب المؤمن تُعتبر مكافأة له من الله. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يُصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة".

التوجه الإيماني والإيجابي

على المسلم الذي يواجه تأخر الزواج أن يتوجه إلى الله بحسن الظن، وأن يجتهد في السعي لتحقيق رغبته في الزواج. كما أن عدم القدرة المالية لا ينبغي أن يكون عقبة أمام الزواج، فالله قد يرزق الإنسان من حيث لا يحتسب. وقد قال تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله".
بهار الحلقة 19

الصوم كوسيلة للتحكم في الشهوة

من الطرق التي يمكن أن يتبعها الراغب في الزواج هو الاستعانة بالصوم، حيث يُساعد على كبح جماح الشهوة. فالصوم يُعدّ وسيلة لتقوية الإرادة وتعزيز القدرة على التحكم في الرغبات. كما أن الصوم يُكسب المؤمن ثوابًا عظيمًا ويجعل النفس أكثر صفاءً.

ختامًا

تأخر الزواج ليس نهاية العالم، بل هو فرصة للتأمل والصبر والثقة في رحمة الله. يجب على كل شخص يسعى للزواج أن يتحلى بالإيمان ويأخذ بالأسباب، مع العلم أن الله لديه حكمة في كل شيء. في النهاية، الأرزاق بيد الله، وهو يقدّرها كما يشاء.