ما الذي فعله هذا الرأس بالبشر؟ كيف حاصرهم ليفقدوا القدرة على الإفلات من ذلك الموقع المرعب؟ وكيف جمعت فرقاء من تسع دول بينها روسيا والولايات المتحدة؟ ولماذا تأخرت الفرق البحثية عن الوصول إلى السر الخفي؟
إنها القمة العليا في واحد من أكثر أماكن العالم رعبا فلا قطرة للمياه تروي ظمأ إنسان ولا ظل يستظل به ولا مأوى له ومع ذلك احتجزت هذه الرأس الجبلية داخلها أعدادا لم يتم التوصل إليها بدقة من البشر الذين أجبروا على العيش فيها دون قدرة منهم على الانتقال أو التقاط أنفاس الحياة في مواقع مؤهلة لها. .فماذا حدث مع هؤلاء المغلوبين على أمرهم في رأس الجبل؟
من أعماق التاريخ
تعود بدايات «رأس الجبل» إلى مستوطنة قديمة في جبال بامير أسفرت إجراءات التتبع الجيولوجي عن عمرها التليد حيث تمتد إلى أربعة عشر ألف عام في أعماق التاريخ وهو ذلك السر الذي يحاول علماء معهد نوفوسيبيرسك في سيبيريا الوصول إليه مهما كلفهم ذلك من جهود.
جهود دولية لالتقاط الأنفاس
لم تعد الإجراءات البحثية المطلوبة مقتصرة على هؤلاء العلماء وحدهم إذ انضم إليهم ضمن فريق بحثي دولي علماء من ثمانية دول أخرى بينها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتم توحيد أهداف تلك الجهود جميعها في الوصول إلى محتويات الرأس الجبلية في تلك المنطقة المنعزلة من العالم.
«سيدي البروفيسور.. إننا بالكاد نلتقط أنفسنا فور وصولنا ذلك المرتَقى الصعب.. فكيف لبشر أمثالنا سكنوا تلك المناطق منذ آلاف السنين في مستوطنة كهذه .. لا بد أن وراء الأمر سرا»..
منطقة غامضة من الكوكب
كان ذلك النداء المتبادل بين مسؤولي الفرق البحثية التي اتخذت قرارها المصيري بدخول تلك المنطقة الغامضة من الكوكب.. ولم يكن أمام هذا الفريق من العلماء سوى طلب كافة التقنيات الحديثة التي تمكنهم من الوصول إلى ألغاز تلك المنطقة من العالم.
تحليل نوعي بطرق حديثة
اعتمد العلماء في تتبع تلك المواقع على تحليل كل ما تطاله أيديهم من بقايا الأحياء فيها .. بدا الأمر بالنسبة لهم بعيد تماما عن الحفريات العادية.. إن بقايا تلك الكائنات تشير حتما إلى حياة وعلاقة كانت بين الإنسان وغيره من الأحياء التي قرر طوعا أو جبرا الحياة معها..
رسومات دقيقة لطبيعة الحياة
بتكثيف عمليات البحث والتنقيب وتحليل الحمض النووي بدأت أسرار تلك المنطقة الغريبة تتكشف للعلماء الذين كان عليهم تأمين أنفسهم جيدا قبل الولوج إليها.. إلى أن تم إعداد رسومات دقيقة للمنطقة وطبيعة الحياة القديمة فيها .. لكن حتى الآن لم يصل الباحثون إلى سر بقاء الإنسان في تلك المواقع التي تتماثل مع مشاهد الرعب.
لم يعد أمام العلماء سوى مواصلة الدراسة في منطقة ترتفع قرابة أربعة آلاف متر عن الأرض لعلهم يعرفون سرها وأسرار «حياة الثلاجة» التي كانت فيها.