-

زينات صدقي بدأت حياتها الفنية بعلقة موت

(اخر تعديل 2024-09-09 10:59:06 )
بواسطة

الفنانة زينات صدقى.. فنانة كوميدية هي إحدى نجمات الزمن الجميل، بدأت حياتها راقصة ومونولوجست، التقت الفنان نجيب الريحانى فضمها إلى فرقته، اشتهرت بقفشاتها الضاحكة مثل ” يعوض الصابرين يارب، كتاكيتو بنى ” وغيرها.

هربت من والدها الذى رفض عملها بالفن وسافرت الى لبنان مع والدتها وصديقتها وهناك عملت راقصة مع بديعة مصابنى قبل مجيئها الى مصر، ومقدمة المونولوجات ومن أشهرها ( أنا زينات المصرية.. أرتيست ولكن فنية.. أغني وأتسلطن يا عينيا.. تعالى شوف المصرية ).

حدث في لبنان ان قامت بغناء اغانى مطربة القطرين فتحية أحمد واحد كازينوهات لبنان وبالمصادفة كانت فتحية أحمد حاضرة في مقاعد المتفرجين وكان نصيب زينات صدقى علقة ساخنة عادت بعدها إلى مصر.

ميلاد كوميديانة خفيفة الدم

في مثل هذا اليوم 4 مايو عام 1913 بحى الجمرك بالإسكندرية ولدت زينب محمد سعد الشهيرة بـ زينات صدقى وهو الاسم الذى اختاره لها الفنان نجيب الريحانى نسبة إلى صديقتها خيرية صدقي، درست بمعهد أنصار التمثيل الذى أسسه الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية، اشتهرت وقامت بأدوار العانس الباحثة عن ابن الحلال فى المسرح والسينما، عشقت التمثيل واحترمته وفضلته على كل شيء حتى حياتها،حتى أن والدتها توفيت وهى تقدم عرضا فكاهيا مع إسماعيل يس فقررت الاستمرار فى العرض وقالت “ليس للجمهور ذنب فيما حدث لى” ودخلت حجرتها تبكى فخرج إسماعيل يس على الجمهور وأبلغه خبر وفاة والدتها فصفق الجمهوركثيرا

الجنيه المصرى اول ادوارها

عن طريق الفنان سليمان نجيب تعرفت زينات على الفنان نجيب الريحاني الذى ضمها إلى فرقته واعتزت به زينات كثيرا واعتبرته استاذها ومعلمها وقدمها في أول أدوارها في دور خادمة دلوعة في مسرحية ” الجنيه المصرى ” عام 1931، ثم ابتدع لها بديع خيرى دور العانس الذى استمرت تؤديه فى المسرح وانتقلت به إلى السينما حين شاركت من تأليفه فى أول أفلامها السينمائية وهو فيلم “الاتهام” فى مارس 1934.

فى السينما قدمت العديد من الأفلام الكوميدية والدرامية التى وصلت إلى 400 فيلم شاركت فيها كبار النجوم مثل يوسف وهبى وأنور وجدى وشادية وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة وغيرهم بدأتها بفيلم “الاتهام” عام 1934، ومن اشهر أدوارها سنية ترتر زوجة حسب الله السادس عشر في فيلم ” شارع الحب ” ودور العانس في فيلم ابن حميدو،، وقد حصرها المخرجين في أدوار الخادمة أيضا الى جانب العانس،ومن أفلامها أيضا: حلاق السيدات، قاضى الغرام، السيرك، المجانين فى نعيم ، العتبة الخضراء، الآنسة حنفى، وجميع الأفلام التى تحمل اسم إسماعيل يس، أيضا شاركت فى أول مسلسل تليفزيونى مع بداية التليفزيون في الستينات “عادات وتقاليد، وفى برنامج ساعة لقلبك بالاذاعة.

وسواس النظافة

كانت تعاني مرض “وسواس النظافة” فكان لا يجرؤ أي أحد على استخدام أدوات طعامها، فكان الخدم فقط مسموحًا لهم بلمس هذه الأدوات، وهما “عثمان” السوداني الذي كان يعمل لديها بالمنزل، و”فلتس” الذي كان يعمل لديها بالمسرح.

وبعد اكثر من أربعين عاما من عملها في مجال الفن انحسرت عنها الأضواء وعرضت عليها أدوارا لا تناسب تاريخها الفني وكانت ترفض الأدوار التي تعرض عليها حتى أصيبت بأزمة مالية لم تستطع معها العيش الكريم، فاختفت ضحكتها وعاشت في حزن شديد، ومما زاد من حزنها انها قبلت العمل في فيلمين: السراب، حكاية بنت اسمها محمود، فعوملت معاملة فيها إساءة وعدم احترام فقررت الابتعاد نهائيا عن الحياة الفنية حتى أصابها الاكتئاب وتراكمت عليها الضرائب وطولبت بدفع عشرين الف جنيه للضرائب واضطرت الضاحكة الباكية حينها إلى بيع “مصوغاتها”.

وساعدتها ابنة شقيقتها نادرة التي كانت تعتبرها زينات ابنتها، وأكملت ما تبقى من أموال لتصفى حساب خالتها ووالدتها الروحية مع الضرائب لتضمن لها حياة كريمة.

أصيبت بالتهاب فى الرئة ورقدت دون عمل وبعد أن أضحكت الملايين لم تجد من يمسح دموعها أو يواسيها بكلمة واحدة حتى توفيت فى مارس عام 1978، ودفنت في مدافن “الصدقة” واكتشف بعد ذلك أنه مدفنها الخاص، وكتب عليه “عابر سبيل” بناء على رغبتها، حيث كانت تدفن به الفقراء الذين لا يملكون مكانًا لدفنهم.

تزوجت زينات صدقى سرًا من أحد رجال ثورة يوليو، وبالرغم من حبها له لم يستمر زواجهما طويلًا، ورغم ذلك يطلق عليها أشهر عانس في السينما.