-

الأيام البيض وأهمية صيامها في الإسلام

(اخر تعديل 2025-04-08 11:36:28 )
بواسطة

تعتبر الأيام البيض من الأيام المباركة التي يُستحب فيها الصيام في الإسلام، حيث تحددها دار الإفتاء المصرية بأنها الأيام التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويظهر بدراً. وتأتي هذه الأيام في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري. وكما هو معروف، فإن القمر في هذه الليالي يكون في كامل استدارته، مما يمنحه لوناً مضيئاً ينعكس على الليالي، ولذلك سُميت بالأيام البيض، حيث يُستخدم هذا التعبير لوصف لياليها بشكل مجازي.

دليل الصيام في الأيام البيض

تستند مكانة الأيام البيض إلى الأحاديث النبوية الشريفة. فقد ورد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاثة عشرة وأربعة عشر وخمسة عشر". وقد أشار الحافظ ابن حجر العسقلاني إلى صحة هذا الحديث في كتابه "فتح الباري".

صيام الست من شوال

بعد انتهاء شهر رمضان، يُستحب صيام ستة أيام من شهر شوال، وهي الأيام التي تعقب يوم الفطر. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر"، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

الفرق بين الأيام البيض وصيام الست من شوال

على الرغم من أن الأيام الستة من شوال لا تُعرف في الاصطلاح الفقهي بأنها "الأيام البيض"، إلا أن هذا الاستخدام شائع بين الناس وله دلالاته اللغوية. فالغُرَّة في الأصل تعني البياض، مما يجعل من الممكن استخدام هذا اللفظ مجازاً للإشارة إلى الأيام البيض. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن كنت صائماً فصم الغرَّ"، مما يشير إلى أهمية هذه الأيام.
حكاية ليلة مترجم الحلقة 28

استحباب صيام الست من شوال

تعتبر الأيام الستة من شوال مستحبة عند العديد من أهل العلم، سواء من السلف أو الخلف. يبدأ صيامها مباشرة بعد يوم العيد، ويتجلى فضلها في الحديث النبوي الذي يوضح أن من يُصمها بعد رمضان، فإنه يُحقق ثواب صيام الدهر. يُفضل أن يتم صيامها على التتابع بدءاً من اليوم الثاني من شوال، ولكن يمكن صيامها بشكل متفرق أو مجتمع حسب الظروف، ولا حرج في ذلك.

في النهاية، تُعد الأيام البيض والأيام الست من شوال من المناسبات العظيمة التي تعكس روح العبادة والطاعة في الإسلام، وتشجع المؤمنين على الاستمرار في صيام النوافل بعد شهر رمضان المبارك.