-

أوقات يحرم فيها الجماع شرعًا

(اخر تعديل 2024-12-21 14:13:29 )
بواسطة

أوقات يحرم فيها الجماع شرعًا

في إطار العلاقات الزوجية، أباح الله تعالى الزواج وجعل منه سبيلاً لتحقيق المودة والرحمة بين الزوجين، حيث أن هذه العلاقة ليست مجرد ارتباط جسدي بل هي أمانة عظيمة وحب يتطلب الاحترام والالتزام بحقوق كل طرف. يقول الله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (سورة النساء: 19). ومن الضروري أن يدرك الزوج أن الزوجة أمانة بين يديه، وسيحاسب عنها يوم القيامة، فهل أدّى حقوقها أم أهملها؟

الأوقات التي يحرم فيها الجماع

حدد القرآن الكريم أربعة أوقات يحرم فيها الجماع بين الزوجين، وهي:

1. وقت نهار رمضان

من طلوع الفجر الصادق حتى أذان المغرب، حيث يقول الله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ» (البقرة: 187). هنا، يُشير "الرفث" إلى الجماع ومقدماته، مما يعني أن العلاقة تكون مقبولة فقط في الليل.

2. عند الاعتكاف

عند الاعتكاف في المساجد، يحرم الجماع، كما جاء في قوله تعالى: «وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ» (البقرة: 187). لذا يجب على المعتكف أن يلتزم بأحكام الاعتكاف.

3. وقت الحيض

عند الحيض، يحرم الجماع، وقد قال الله تعالى: «وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ» (البقرة: 222). هنا، يجب على الزوج الابتعاد عن زوجته حتى تطهر.

4. وقت الإحرام بالحج أو العمرة

عند الإحرام، يحرم الجماع أيضاً، كما ورد في قوله تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ» (البقرة: 197).

كفارة الجماع في فترة الحيض

إذا وقع الجماع خلال فترة الحيض، هناك حالتان:

الحالة الأولى: الجماع نسيانًا أو خطأ

إذا وقع الجماع عن جهل أو اعتقاد خاطئ بأن الزوجة قد طهرت، فلا يؤاخذ الزوجان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه» (رواه ابن ماجه).

الحالة الثانية: الجماع عن عمد

إذا كان الجماع عن علم وتحكم، فهنا يجب على الزوجين التوبة والاستغفار. يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: “ووطء الحائض في الفرج كبيرة من العامد، العالم بالتحريم، المختار” كما ورد في كتاب “مغني المحتاج”.

التكفير عن الجماع المحرم

يستحب إخراج قيمة دينار ذهب ككفارة إذا وقع الجماع في بداية الحيض، ونصف دينار إذا وقع في نهايته. كما يقول الإمام الرملي: “يستحب للواطئ -مع العلم وهو عامد مختار- في أول الدم تصدق ولو على فقير واحد بمثقال إسلامي من الذهب الخالص، أو ما يكون بقدره”.

وفي الختام، يجب على الزوج والزوجة أن يحترما حدود الله في علاقتهما وأن يتعلموا أحكام دينهم لتجنب الوقوع في المحرمات.
أمنية وإن تحققت الحلقة 479