-

حكم الجماع في الحمام: بين الجواز والآداب

(اخر تعديل 2024-09-13 15:49:22 )
بواسطة

الجماع في الإسلام: مبادئ وأحكام

في إطار العلاقات الزوجية، يُعتبر الجماع أمرًا طبيعيًا ومشروعا بين الزوجين، وقد أتاح الإسلام للزوجين الاستمتاع ببعضهما البعض في كل الأوقات، بما في ذلك أثناء الاغتسال. فقد كان النبي محمد ﷺ يغتسل مع السيدة عائشة رضي الله عنها من إناء واحد، مما يدل على جواز ذلك شرعًا. كما لا يوجد ما يمنع من أن يقوم الزوج بحلق عانة زوجته. ومن المستحب أن يلبي الزوج رغبات زوجته ويُمتعها بما تشاء، طالما كان ذلك ضمن حدود ما يُسمح به شرعًا.

الاستمتاع بين الزوجين: أبعاد شرعية

يُبيح الله تعالى للزوجين الاطلاع على أجساد بعضهما البعض، بما في ذلك مناطق الفروج، كما جاء في قوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين). وفي هذا السياق، يُشير النبي ﷺ إلى أهمية غض البصر إلا عن الزوجة أو الأمة، مما يعكس طبيعة العلاقة الحميمية التي ينبغي أن تكون مبنية على الحب والاحترام.

الحقوق المتبادلة بين الزوجين

تُعتبر العلاقة الزوجية من القيم المقدسة في الإسلام، فكما يجب على الزوجة تلبية رغبات زوجها الجنسية، يُستحب أن يُلبي الزوج رغبات زوجته كذلك، كما جاء في قوله تعالى: (ولهُنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف). ويُروى أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يُجبر نفسه أحيانًا على الجماع ليفي بواجباته تجاه زوجته ولينجب أولادًا صالحين يجاهدون في سبيل الله.
حجرة ورقة مقص مدبلج الحلقة 61

الجماع في الحمام: حكمه وآدابه

تعتبر مسألة الجماع في الحمام من الأمور التي يتساءل عنها الكثير من الأزواج، حيث قد يحدث ذلك بشكل طبيعي أثناء الاغتسال. يتعين على الأزواج معرفة حكم هذا الأمر، خصوصًا أن الاغتسال معًا هو من السنة. وقد أصبح هذا الموضوع شائعًا بين الأزواج، مما يستدعي توضيح الحكم الشرعي.

رأي الشرع في الجماع في الحمام

في هذا السياق، أوضح الدكتور السيد الشرقاوي، مدرس مساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن العلاقة الزوجية، بما في ذلك الجماع، مُباحة شرعًا. وقد أشار إلى أن الله تعالى أباح للزوج الاستمتاع بزوجته، كما جاء في قوله: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ). وقد أكد أن الاغتسال معًا من نفس الإناء هو أمر جائز، كما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها مع النبي ﷺ.

آداب الجماع في الحمام

وبالرغم من جواز الجماع في الحمام، يُشير الشرقاوي إلى أنه يُفضل تجنبه نظرًا لآداب المكان. إذ يُعتبر الحمام مكانًا غير مناسب لذكر الله، كما أنه قد يتعارض مع بعض الآداب العامة، لذا يُستحسن أن يدعو الزوجان قبل العلاقة الزوجية: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا). ويُذكر أن الشيطان يحاول الاطلاع على عورات الناس، لذا يُستحب الاستعاذة من الشيطان قبل الجماع.

الخلاصة

في الختام، يُجدر بالزوجين أن يكونوا واعين لآداب العلاقة الزوجية وأحكامها. على الرغم من جواز الجماع في الحمام، يُفضل الابتعاد عن ذلك لما قد يترتب عليه من تجاوز للآداب العامة. فالعلاقة الزوجية تتطلب الاحترام والرعاية لكلا الطرفين.