يبدو أن المثل القائل على نفسها جنب “براكش”، هو المثل المناسب في ذلك الوقت بعد تمرد الشركة الأمنية الخاصة لروسيا “فاجنر”، على النظام العام وسيطرتها على مقرات الجيش الروسي بإحدى المدن وإعلان الرئيس الروسي أنها جماعة متمردة فيما دعا الجيش الروسي فاجنر إلى تسليم معداتهم العسكرية.. ماذا حدث في ورسيا جعل بوتين يفرض الطوارئ في موسكو؟
يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد أحد أكثر رجاله ولائًا حتى أنه كان يطلق عليه “طباخ بوتين”.. يفجيني بريجوجين قائد قوات فاجنر قبل عام ونصف كان أداة بوتين العسكرية التي يحركها في العالم كله دون تدخل للجي الروسي بشكل مباشر، إلا أنه يبدو مع ضغط العمليات العسكرية في أوكرانيا والخسائر الضخمة التي حدثت لقواته فقد إيمانه بروسيا وبقائدها.
وأكد قائد مجموعة فاجنر الروسية يفجيني بريجوجين، صباح السبت، أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش الروسي في مدينة روستوف الذي يشكل مركزا أساسيا للعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار.
وكشف بريجوجين، عن سيطرة عناصره على مركز قيادة المنطقة الجنوبية والمنشآت العسكرية والمطار في روستوف” مشيرا إلى أن كل المواقع العسكرية في روستوف تحت سيطرة عناصره، واعتبر أن ما يحدث “لا يعيق العملية الخاصة في أوكرانيا”.
وطالب بريجوجين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس الأركان فاليري جيراسيموف بمقابلته في المدينة، وهدد في أنه سيتوجه إلى موسكو إذا لم يحضرا للقائه.
وكان بريجوجين أكد في فيديو سابق عزمه إطاحة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان اللذين اتهمها بإعطاء الأوامر باستهداف عناصره وبالتضحية بعشرات آلاف الرجال في أوكرانيا.
وكان رئيس مجموعة فاجنر الروسية، أكد عودة 25 ألف من عناصره من أوكرانيا، وأنها عبرت الحدود الأوكرانية إلى مدينة روستوف جنوبي روسيا، مهددا بأنه سيدمر كل من يعترض طريقه.
ومن جانبه دعا جهاز الأمن الفدرالي الروسي عناصر فاجنر لاعتقال قائدهم “بريجوجين”، وعدم ارتكاب الأخطاء التي لا يمكن الرجوع عنها، ووقف أي أعمال عسكرية ضد الشعب الروسي، وعدم الانصياع لأوامر بريجوجين واتخاذ إجراءات لاعتقاله.
كما تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصف ما يحدث من تطورات متسارعة في روسيا، و”التمرد العسكري” الذي قام به مؤسس قوات فاجنر العسكرية الخاصة بأنه “ضربة في الظهر”.
وقال بوتين في كلمة له، اليوم السبت، موجهة للأمة إنه “تم جر قوات فاجنر لمغامرة عبر التمرد العسكري”، مشيرا إلى أنه سيتم الرد بشكل قوي وصارم على التمرد.
وقال بوتين بوتين إن الأجهزة الأمنية أعلنت حالة الطوارئ وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة لاستعادة النظام في روستوف.
وبنبرة حاسمة شدد الرئيس الروسي على أن كل من حمل المعدات العسكرية في مواجهة الجيش خائن، وقال: “ردودنا على هذه التهديدات ستكون صارمة وقاسية على الذين خانوا”، و اعتبر أن منظمي التمرد خانوا روسيا وستتم معاقبتهم بشكل صارم.
إلى ذلك، أكد أن الجيش سيدافع عن الدولة والمواطنين ضد جميع التهديدات بما فيها “الخونة في الداخل”، وفق وصفه، في إشارة إلى بريجوجين.
وأكد الرئيس الروسي أن القوات الروسية تلقت أمرا بتحييد أولئك الذين نظموا التمرد العسكري في إشارة إلى قائد فاجنر وعناصره.
فيما ردت فاجنر على تصريحات الرئيس الروسي سريعا قائلة: ” بوتين اتخذ الخيار الخطأ وقريبا سيكون لنا رئيس جديد”.. فهل ينجح الرئيس الروسي في إنهاء التمرد أم سيكون هناك رئيس جديد لروسيا؟