-

أثر بقايا الطعام على صحة الصيام

(اخر تعديل 2025-03-10 08:49:30 )
بواسطة

أثر بقايا الطعام على صحة الصيام

تلقت دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول موضوع حساس يتعلق بأثر ابتلاع بقايا الطعام التي قد تبقى بين الأسنان على صحة الصيام. السؤال كان يدور حول رجل نوى الصيام، وبعد تناول السحور، اكتشف وجود بقايا طعام قليلة بين أسنانه. حاول تنظيف فمه وأسنانه، لكنه لم يستطع إزالة كل تلك البقايا. في أثناء اليوم، تحللت هذه البقايا وجرت مع اللعاب دون أن يقصد ابتلاعها، فهل يعتبر صومه مفسودًا بهذا الفعل؟

الإجابة من دار الإفتاء

ردت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، مشددة على أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى التيسير ورفع الحرج عن المكلفين، مراعيةً ظروفهم ومتطلبات حياتهم. وقد جاء في القرآن الكريم:

﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]
وهذا يؤكد أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

مظاهر التيسير في الصيام

تظهر مظاهر التيسير في الشريعة من خلال مسلك "العفو في الصيام عما يعسر الاحتراز منه من المفطرات"، كما أشار الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات".

حالات بقايا الطعام

توضح دار الإفتاء أن بقايا الطعام التي قد تُبتلع من قبل الصائم تنقسم إلى حالتين:
ابو البنات الحلقة 11

  • الحالة الأولى: بقايا طعام قليلة جدًا، بحيث لا يمكن للصائم مجّها أو إخراجها من فمه.
  • الحالة الثانية: بقايا طعام كثيرة، يمكن للصائم تمييزها والاحتراز عنها بإخراجها.

حكم ابتلاع بقايا الطعام

إذا كانت بقايا الطعام قليلة بحيث لا يستطيع الصائم الاحتراز عنها، فإن ابتلاعها لا يفسد صومه بالإجماع، حيث أن الله تعالى قال:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]
وهذا يعكس طبيعة الدين الإسلامي في التيسير.

أما إذا كانت البقايا كثيرة، فيجب على الصائم إخراجها، ويتوجب عليه عدم ابتلاعها عمدًا، وإلا فإنه يفطر. بناءً على ذلك، يُمكن القول للسائل أن صومه لا يفسد، حتى إذا جرى ريقه بشيء يسير من بقايا الطعام دون قصد منه.