يبدو أن مستقبل فينيسيوس جونيور مع فريق ريال مدريد أصبح في مهب الريح، وذلك بعد سلسلة من التوترات التي اجتاحت ملعب "سانتياغو برنابيو"، نتيجة لتقلبات أداء اللاعب البرازيلي وسلوكه المثير للجدل.
أزمة فينيسيوس: من نجم الكرة الذهبية إلى قلب الجدل
كان فينيسيوس جونيور مرشحًا قويًا لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، بعد أن قدم موسمًا استثنائيًا ساهم فيه بشكل كبير في فوز ريال مدريد بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. لكن هذا الموسم شهد تراجعًا حادًا في أدائه. في كأس العالم للأندية 2025، لم يقدم المستوى المتوقع حيث سجل هدفًا واحدًا فقط في 456 دقيقة، وفشل في تقديم الأداء المميز، خاصة في الهزيمة القاسية 4-0 أمام باريس سان جيرمان. لم تكتفِ الجماهير بنقد أدائه فقط، بل اتهمته أيضًا بتجاهل زميله كيليان مبابي في الملعب، مما زاد من حدة التوتر بينهما، حيث وصف الصحفي سيرخيو فالنتين العلاقة بينهما بأنها "كارثية". كما أن تصرفاته، مثل ردة فعله السلبية بعد استبداله في مباراة باريس، زادت من غضب الجماهير، ليصبح هاشتاغ #viniout تريندًا على منصة إكس.
طلب “غير مسبوق” يُوقف المفاوضات
في منتصف الموسم الماضي، كان من المتوقع أن تجديد عقد فينيسيوس مع ريال مدريد، والذي ينتهي في 2027، أصبح مجرد مسألة وقت. وقد أفادت تقارير من "المنتخب" و"هبة سبور" أن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق مبدئي لتمديد العقد حتى 2030، مع زيادة راتبه من 15 مليون يورو إلى 20 مليون يورو سنويًا، ليصبح الأعلى أجرًا في الفريق.
سيوف العرب الحلقة 8
لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب عندما توقفت المفاوضات تمامًا. وفقًا لإذاعة "كوبي" والصحفي خورخي بيكون، فإن طلب فينيسيوس ووكلائه لمكافأة توقيع ضخمة تصل إلى 30 مليون يورو، بالإضافة إلى راتب سنوي يتراوح بين 20 و30 مليون يورو، قد أدت إلى توقف المفاوضات. واعتبرت إدارة ريال مدريد هذا الطلب "غير مسبوق" وخارج عن سياستها المالية التي تمنع أي لاعب من تجاوز راتب مبابي الذي يبلغ 15 مليون يورو.
يشعر النادي، بقيادة فلورنتينو بيريز، بالقلق من أن الموافقة على هذا الطلب قد تفتح الباب لمطالب مشابهة من لاعبين آخرين مثل جود بيلينغهام ومبابي، مما قد يهدد استقرار الفريق المالي. لذلك، قررت الإدارة تجميد المفاوضات حتى بداية الموسم الجديد 2025/2026، مع عدم وجود توقعات بالإعلان عن أي شيء قريب.
الإغراء السعودي: مليار يورو على الطاولة
وسط هذه التوترات، عادت العروض السعودية لتؤثر بشكل كبير. في أغسطس 2024، أفادت تقارير من "ذا أتلتيك" و"إل تشيرينغيتو" بأن الدوري السعودي، وبالتحديد نادي الهلال، قدّم عرضًا خرافيًا بقيمة مليار يورو على مدى 5 مواسم (200 مليون يورو سنويًا)، بالإضافة إلى 400 مليون يورو لريال مدريد للتخلي عن اللاعب.
رغم أن فينيسيوس قد رفض هذا العرض في البداية مؤكدًا ولاءه لريال مدريد، إلا أنه مع تدهور المفاوضات وتراجع أدائه، بدأت الشائعات تعود. تشير بعض التقارير إلى أن وكلاء اللاعب قد تواصلوا مع أندية سعودية في ديسمبر 2024، مما قد يفتح المجال لتفاوض جديد في الصيف المقبل.
من ناحية أخرى، وضع ريال مدريد شرطًا جزائيًا بقيمة مليار يورو في عقد فينيسيوس، مما يدل على أنهم غير مستعدين للتخلي عنه بسهولة. ومع ذلك، تقارير مثل تلك التي صدرت عن "العربي" تشير إلى أن الإدارة بدأت تفكر في بيع اللاعب إذا وصل عرض قوي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية وتصرفاته المثيرة للجدل.
رد فعل الجماهير وتشابي ألونسو
الجماهير المدريدية منقسمة حول مستقبل فينيسيوس. حيث يعتقد البعض أنه لا يزال يمتلك القدرة على العودة لمستواه السابق إذا تم ضبط تكتيك الفريق بشكل مناسب. بينما يتطلع آخرون إلى رحيله، خاصة بعد تصرفاته مثل إزالة عبارة "لاعب ريال مدريد" من حسابه على إنستغرام، والتي اعتبرتها الجماهير مؤشرًا على نيته الرحيل.
المدرب الجديد تشابي ألونسو في موقف صعب بعد الهزيمة أمام باريس. واجه انتقادات بسبب تغييره لمركز فينيسيوس إلى جناح أيمن، وهو ما لم يعجب اللاعب. ومع ذلك، أكد ألونسو أنه سيعطي فينيسيوس فرصة أخرى في بداية الموسم الجديد، ولكنه طلب منه الالتزام التكتيكي والتفاهم بشكل أفضل مع مبابي.
إيه اللي جاي؟
حاليًا، الوضع معلق. مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس متوقفة ومستقبله في ريال مدريد يبدو أكثر غموضًا من أي وقت مضى. النادي لا يريد خسارته، لكن طلباته المالية المرتفعة وسلوكه المثير للجدل تجعل الإدارة في مأزق. إذا فشلت المفاوضات، فإن العروض السعودية، مثل عرض الهلال، قد تعود بقوة في صيف 2026، خاصة وأن عقده سيبقى فيه سنة واحدة فقط.
السؤال الذي يشغل الجميع هو: هل سيختار فينيسيوس البقاء وإثبات نفسه مع ريال مدريد؟ أم سيستسلم للإغراءات المالية وينتقل إلى الدوري السعودي؟ الأيام المقبلة ستكشف مصير النجم البرازيلي، لكن الواضح أن الكرة الآن في ملعبه.