إبراهيم أصلان صاحب رواية مالك الحزين اللى أخذها منه المخرج داود عبدالسيد وكتب سيناريو منها لفيلم صُنف من أعظم ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية ألا وهو فيلم الكيت كات.
بعد نجاح الفيلم شجعه بعض الأصدقاء على كتابة جزء ثان من الرواية، لكن خوفًا من اتهامه بفكرة استثمار النجاح الذي صادفه الفيلم، استبعد الفكرة تمامًا، لكنه بعد سنوات تتبع مصائر بعض الشخصيات الحقيقية التي ظهرت في الفيلم، أمثال، الشيخ حسني الضرير والهرم بائع المخــ درات، وفاطمة يوسف، تاجر الطيور.
ما هو مصير أبطال فيلم الكيت كات الحقيقيون؟
وسنبدأ بأهم شخصيات الفيلم وهو الشيخ حسني الضرير الذي دارت أحداث الفيلم من خلاله، كما سيتم التطرق إلي باقي الشخصيات الفرعية في الفيلم
وسنعرض مصير كل بطل من أبطال الفيلم على حده من خلال المصادر والتقارير الصحفية التي تم عرضها:
الشيخ حسني بطل الكيت كات الحقيقي
الشيخ حسني كان صديقًا للروائي إبراهيم أصلان، وكان له إسما آخر لم يذكره “أصلان” في كتابه”شىء من هذا القبيل” لكن الإسم نذكره وهو” الشيخ محسن” كما ذكر أحد أهالي الكيت كات، ويشير”أصلان” إلى أن الفيلم لصق بـ”محسن” اسم الشيخ حسني وعرف بينهم به.
الشيخ حسني الإسم السينمائي للشخصية الحقيقية “الشيخ عبدالمحسن موسى”، خريج معهد الموسيقى العربية، الأول على دفعته عام 1936، عين مدرسًا للموسيقى عقب تخرجه إلا أن إدمانه للمخدرات ورحيل زوجته الأولى التي كانت تعتني بمظهره جعلهم يطلبون منه أن لايقترب من المدرسة وأن يرسل أحدا لصرف راتبه أول كل شهر.
كان الشيخ حسني يزور الروائي إبراهيم أصلان في الثالثة صباحًا، يتعلق بذراعه أثناء تجولهم على شاطىء النهر آخر الليل وهو يرتدي بيجامته التي لا يخلعها أبدًا، والحذاء الجاف بدون رباط، وكان ذكيًا
يقول إبراهيم أصلان: هات سيجارة فيعطيه سيجارة يدخنها، فيقول مرة ثانية هات سيجارة فيعطيه سيجارة أخرى يدخنها،وعندما يلتفت إليه “أصلان” يقول له الشيخ حسني”إنت بتبص لي كده ليه؟
وعندما يذهبا إلى بيت أو آخر، كان “حسني” يهمس لـ”أصلان”: قول لهم يعملوا شاي، ولا يقولأصلان شىء، لأن الشاي كان يأتي وحده، وما إن ينتهي الشاي، يهمس الشيخ حسني: اسألهم إذا كان عندهم بن، فيتجاهله أصلان.
كان الشيخ حسني كما يصفه أصلان، له ضربات عنيفة على العود وصوته بالغ الرداءة إلا أن دقة الأداء المتناهية تجعله عندما يغني آسرًا.
مرض الشيخ حسني بطل الكيت كات الحقيقي
تدهورت الأحوال بالشيخ حسني ومرض مرضًا شديدًا، فسكن عند ابنه في المنيرة، وفي أحد الأيام حملوه إلى المستشفى، فطلب من ابنه أن يخترق التاكسي شارع السوق الطويل الذي قضى به عمره كله
ونام على كنبة التاكسي الخلفية وطلب أن ينبهوه عند أول الشارع، وعندما فعلوا تحامل على نفسه وأخرج نصفه العلوي من نافذة التاكسي، لعل أحدًا يراه من أصدقائه القدامى
فلمحه عادل الشرباتي الذي قرأه عليه رواية “مالك الحزين”، صاح الشرباتي على الشيخ:إيه يامولانا؟، وأطبق الشيخ على يديه صارخًا:إنت مين؟
استعجب الشرباتي لأن الشيخ حسني كان يعرف الناس بمجرد أن يمسك أياديهم أو يشم رائحتهم، فرد: الله أنا عادل، فقال الشيخ: يا عادل أنا عيان ورايح المستشفى، إبقى قول للناس بقى، واستلقى الشيخ بجسده الضئيل على الأريكة الخلفية ومات.
المعلم هرم بطل فيلم الكيت كات الحقيقي
أثناء وجود الروائي إبراهيم أصلان في منزل أحد الأصدقاء سمع صوتُا ينادي الصلاة يا مؤمنين، الصلاة خير من النوم، فعرف من صديقه أنه الهرم بائع الحشيش.
وبعد نجاح الفيلم طالب الهرم شركة الإنتاج بمكافأة 20 جنيها حق استغلال اسمه في الفيلم
وأكد أصلان أن الهرم دخل السجن لفترة من الزمن وبعد خروجه تزوج من شابة صغيرة في العمر وجميلة جداً، وفي أحد الأيام شعرت ببعض الإرهاق وقررت أن ترتاح قليلاً على كتفه، وبعد لحظات قليلة انقطعت أنفاسها وماتت في الحال.
يغادر البيت قبل صلاة الفجر، يجوب حواري إمبابة، يدق العصا وينادي كل ليلة الصلاة خير من النوم، وما أن تبدأ الصلاة حتى يعود إلى البيت، لا يصلي ولا يدخل الجامع أبدا.
حفيد الهرم بطل فيلم الكيت كات الحقيقي
“رامي خلوصي” حفيد المعلم “هرم” في حواره بجريدة البوابة نيوز2018، قال، إن جده كان تاجرًا معروفًا للحشيش، من تجار الجملة.
وأضاف أن جده كان شديد الذكاء، حيّر الحكومة، ففي إحدى المرات، كان شخصًا ما يراقبه، وبما أن جدي “الهرم” كان يعرف أهل الكيت كات جميًعا، فطن إلى أن هذا الشخص يراقبه، فنصب له فخًا.
وتعمد أن يبلغه بموعد ومكان عملية مخدرات، وفي نفس الموعد هجمت الحكومة، واكتشفت أن الشحنة عبارة عن كراتين من الورق، واختفى الشخص الذي كان يراقب جدي من المنطقة ولم يظهر بعدها.
المعلم صبحي تاجر الطيور بطل فيلم الكيت كات الحقيقي
أما عن مصير المعلم صبحي تاجر الطيور، يقول”أصلان”، بعدما اشترى المقهى وهدمها وبنى بدلأ منها عمارة كبيرة، واشترى الحارة وفعل فيها نفس الشىء.
وبعد فترة أصيب بمرض عضال في حنجرته، فاستأجر مضيفة تجيد الإنجليزية رافقته في السفر إلى لندن، حيث ركبوا في رقبته ثقبًا معدنيًا للتنفس.
بعد مدة من الزمن، سأل”أصلان” عن تاجر الطيور، علم أنه أثناء جلوسه بالجلباب والمعطف يتابع عمّاله وهم يشتغلون بين أقفاص الطيور، ويعملون فيها تقليبًا ووزنًا وذبحًا ونتقًا، تطاير الزغب في أجواء المكان وسد هذه الصفارة برقبته، فاختنق المعلم في مقعده على باب الدكان ومات.
أما حفيد الهرم”رامي خلوصي” يقول، أن تاجر الطيور فعلًا المعلم”صبحي” ظهر في الفيلم فعلًا، وما يزال المحل الذي كان يمتلكه موجود إلى الآن “محل فراخ”، لكنه نفى أن جده”الهرم” هو الذي اشترى له البيت وباعه له.
يوسف بطل فيلم الكيت كات الحقيقي
يقول رامي خلوصي حفيد المعلم هرم، ربما سافر فعلًا، فدائمًا ما كان يتمنى السفر، ويسعى إليه، كما حكى لي.
فيلم الكيت كات من إنتاج عام 1991، وهو من إخراج وتأليف داود عبدالسيد، ومن وحي رواية «مالك الحزين» للروائي إبراهيم أصلان، وإنتاج حسين القلا، ومن بطولة الراحلين محمود عبدالعزيز، ونجاح الموجي وأمينة رزق وعلي حسنين، إلى جانب الفنانين شريف منير، وعايدة رياض، والفنانة المعتزلة جيهان نصر.
حقائق عن فيلم الكيت كات
وأكد مخرج الفيلم داوود عبد السيد، أن الرقابة اعترضت على إطلاق اسم الرواية على الفيلم لذا تم تغييره لـ الكيت كات، رغم أن اسم الرواية لا يحمل في معناه أي إغراء أو محتوى جنسي.
رشح داوود أحمد زكي لتجسيد شخصية “الشيخ حسني”، وبالرغم من موافقته حدث خلاف على الأجر المادي بين أحمد زكي والمنتج حسين القلا
كما رشح الزعيم عادل إمام، للعمل ولكنه رفض أيضًا، حتى يذهب الدور لـ محمود عبدالعزيز الذي خلد اسمه، ووضع اسم الشيخ حسني إلى لوحة شرف السينما.
وكشف الفنان شريف منير أنه جاء فى فيلم الكيت كات بدلًا من النجم الراحل ممدوح عبدالعليم، بعدما حدث خلاف بينه وبين المنتج حسين القلا.
وأوضح المخرج داود عبدالسيد أن عبدالعليم وضع شرطًا أن يُكتب اسمه في التتر مع محمود عبدالعزيز، لكن محمود عبدالعزيز رفض، قائلا: “لو هيمثل فى الفيلم أنا مش همثل”.
وأوضح المخرج أن كان يريد عبلة كامل فى دور عايدة رياض لكنها رفضت، و وفاء عامر جاءت للاختبار لكنها لم تكن مستعدة للدور.
إنتاج الفيلم كلف 900 ألف جنيه، كما أنه ظل في السينمات حوالي 17 أسبوعًا، وحقق أكثر من مليوني جنيه.
يحتل فيلم ” الكيت كات ” المركز رقم 24 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.
حصل على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من مهرجان دمشق السينمائي الدولى عام ١٩٩١.