اكتشاف كنز أثري تحت الأعماق يكشف مفاجأة عن دولة

بمحض الصدفة ودون تخطيط اكتشف العلماء كنز عمره يعود إلى القرن الثالث الميلادي تحت أعماق البحر الأبيض المتوسط ، يكشف عن أسرار كثيرة عن تلك الحقبة وتلك المنطقة . خصوصا وأنه اكتشف في واحدة من الدول العربية، ذات تاريخ حضاري وأثري كبير .ما هي حكاية ذلك الكنز وأين وجدوه؟

في مياه البحر المتوسط وبالقرب من مدينة العلمين عثرت السلطات المصرية على كنز أثري غريب ، وتحديدا على بعد حوالي 650 مترا من شواطئ العلمين.

حيث فوجئت السلطات بكنز أثري غريب يعود إلى القرن الثالث الميلادي ، وكان الكنز عبارة عن عدد من السفن القديمة وجرار وأخشاب لسفن قديمة في قاع البحر.

منطقة تجارية

وأوضح علماء الآثار أن تلك المنطقة كانت تعتبر منطقة أثرية وذلك في القرن الثالث الميلادي حيث أن تلك المنطقة المتمثلة في الساحل الشمالي والعلمين هي منطقة كانت محط لكثير من السفن التجارية في تلك الفترة، وذلك يدل على الأهمية التجارية لتلك المنطقة خصوصا بعد العثور على بقايا تلك السفن الخشبية.
كما عثر على مئات من المصنوعات الفخارية الأثرية وعدد كبير من التحف التي تعود إلى تلك السفن، وقد وجد ت جرار مرتكزة على جزيرة مختفية بجوار السفينة ..وتوصل العلماء أن يكون سبب سقوط السفينة أثناء رحلتها التجارية ارتطام قاعها بالجزيرة الموجودة بقاع البحر.
وقد أجرى فريق البحث المصري مسحا شاملا للمنطقة لعلهم يكتشفون آثارا جديدة تخص تلك المنطقة

قادمة من اليونان

ويعتقد أن أغلب تلك الآثار وجدت بسبب قرب تلك المنطقة من جزيرة رودس اليونانية حيث كانت تستخدم قديما في نقل وتخزين البضائع القديمة.
وكان الساحل الشمالي المصري يضم أكثر من 30 قرية ومدينة وميناء وذلك خلال العصر اليوناني نظرا لأهمية تلك المنطقة في كونها مركزا تجاريا وموقعا هاما على البحر الأبيض المتوسط وخلال العصر الروماني أيضا.
فكانت تلك المحطات في طريق السفن القادمة من منطقة شمال أفريقيا، وجنوب أوروبا مرورا بمنطقة الإسكندرية، وكانت تستخدم تلك المنطقة أيضا في تصدير المنتجات الغذائية مثل الزيتون وحبوب من موانئ الساحل الشمالي إلى شمال أفريقيا وأيضا جنوب أوروبا

توثيق الحدث

وقامت البعثة المصرية الأثرية التي ذهبت إلى تلك المنطقة بعد هذا الإكتشاف بتوثيق ذلك الحدث وهذا من خلال استخدام كاميرات عالية التقنية منها كاميرا ثلاثية الأبعاد وتصوير مقطع فيديو لكل الآثار المكتشفة والتي رصدت تحت الأعماق، وتم نشره في أكثر من موقع على الإنترنت لتوثيق ذلك الحدث.
وسوف يتم استكمال البحث عن مزيد من تلك الآثار في تلك المنطقة وعمل مسح شامل لعلهم يكتشفون آثارا جديدة قد يكون لها علاقة بتلك الحقبة التاريخية وتكشف عن المزيد من أسرار تلك المنطقة نظرا لأهمية موقعها التاريخي.