وفاة البابا فرنسيس: وداعٌ مؤثر
رحيل البابا فرنسيس: علامة فارقة في تاريخ الكنيسة
في صباح يوم الاثنين، أُعلن خبر حزين لمحبي البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. رحل البابا الذي كان يحمل على عاتقه هموم الفقراء والمهمشين، وواجه تحديات جسام في سعيه لإصلاح مؤسسات عريقة وضاربة بجذورها في التاريخ. توفي عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد 12 عامًا من بابويته التي حفلت بلحظات إنسانية عميقة وأزمات لاهوتية وإدارية، ليُسدل الستار على عهد استثنائي بدأ في عام 2013 بانتخاب مفاجئ وانتهى بمشهد وداع مؤثر وصلاة مليئة بالدموع.
الإعلان الحزين: "عاد إلى بيت الأب"
ظهر الكاردينال كيفن فاريل على قناة الفاتيكان ليعلن عن وفاة البابا، الخبر الذي لم يكن مفاجئًا تمامًا، لكنه أوجع القلوب. قال: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ببالغ الحزن والأسى، أُعلن وفاة البابا فرنسيس. عند الساعة 7:35 من صباح يوم الاثنين، عاد أسقف روما إلى بيت الآب".
ليلى مدبلج الحلقة 146
الصحة والوداع
عانى البابا فرنسيس في الأشهر الأخيرة من مشكلات صحية متعددة، وكان آخر ظهور علني له في السادس من أبريل، حيث ظهر على كرسي متحرك في ساحة القديس بطرس، بعد مغادرته مستشفى جيميلي حيث تلقى العلاج من التهاب رئوي مزدوج.
مرحلة الفراغ الرسولي
مع وفاة البابا، دخل الفاتيكان مرحلة تُعرف بـ"الفراغ الرسولي"، وهي الفترة التي تفصل بين بابوين. تستمر هذه المرحلة عادة من أسبوعين إلى ثلاثة، وتبدأ خلالها عملية انتخاب بابا جديد من قِبل مجمع الكرادلة، في طقس كنسي معقد ومهيب.
طقوس الحداد والوداع
تبدأ مراسم الحداد بتسعة أيام تُعرف بـ"نوفنديياليس"، حيث تُقام صلوات يومية على روح البابا، ويُعرض جثمانه أمام المصلين في كاتدرائية القديس بطرس. في مشهد يذكر الجميع بوداع البابا يوحنا بولس الثاني، الذي اصطف ملايين المؤمنين لتوديعه عام 2005.
التحنيط: طقوس علمية بلمسة إيمانية
نظرًا للظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة، بدأت عملية تحنيط الجثمان استعدادًا لعرضه أمام الزوار. تبدأ العملية بفتح شق صغير في منطقة الترقوة للوصول إلى الأوعية الدموية، ويتم استبدال الدم بمزيج من الفورمالديهايد والكحول والأصباغ. بعد ذلك، تُعالج الأنسجة داخليًا لتثبيتها ومنع التعفن، ويتم تنظيف الجسد وتجميله باستخدام أدوات خاصة، كما يُلف الجثمان بثوب أحمر وتوضع التاج البابوية البيضاء على رأسه.
وصيته الأخيرة: دفن خارج الفاتيكان
قبل وفاته، فاجأ البابا فرنسيس العالم بقراره غير المسبوق أن يُدفن خارج المدافن البابوية أسفل كاتدرائية القديس بطرس. فقد أعلن في ديسمبر 2023 أنه يرغب في أن يُدفن في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما، التي تربطه بها علاقة روحية عميقة. قال البابا آنذاك: "أشعر بارتباط قوي بهذه الكنيسة. أرغب في أن يُدفن فيها، تقديرًا لتفانيّ الكبير تجاه العذراء مريم". فرنسيس، الذي سيكون أول من يُدفن هناك منذ عام 1903، يترك خلفه إرثًا خالدًا.