-

“شفعات مماتتش”.. تعرف على البطل الحقيقي لفيلم

(اخر تعديل 2024-09-09 10:59:06 )
بواسطة

في 9 يناير 1956 تم عرض فيلم شباب امرأة من بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان وشادية وهو واحد من كلاسيكيات السينما المصرية ويحتل رقم 6 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية. وحصل الفيلم على المرتبة 80 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية حسب استفتاء لنقاد سينمائيين ومثقفين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 في الدورة العاشرة للمهرجان.

لكن ربما لا يعرف البعض أن الفيلم استوحاه مؤلفه ومخرجه صلاح أبو سيف من قصة حقيقية حدثت له هو شخصيا.

قصة الفيلم

تحكي قصة الفيلم عن أم ريفية تبيع بقرتها الوحيدة من أجل الحاق ابنها إمام (شكري سرحان) بكلية دار العلوم في القاهرة، وعندما يصل إمام إلى القاهرة يستأجر غرفة بمنطقة القلعة من امرأة متسلطة تُدعى شفاعات (تحية كاريوكا) تُفتن السيدة بشبابه وحيويته وتستدرجه إلى ممارسة الرذيلة معها؛ ونتيجة لهذا يتعثر في دراسته وصحته، في هذا الوقت تساعده فتاة يعرفها هي ووالدها منذ الصغر في التخلص من كافة مظاهر الفساد التي يعيش فيها، كما يقدم له والدها النصيحة بالابتعاد عن شفاعات، إلا أن شفاعات تكيد له المكائد في محاولة منها ليظل معها.

الفيلم من بطولة شكري سرحان وتحية كاريوكا وعبد الوارث عسر وفردوس محمد وشادية وسراج منير والطفل سليمان الجندي وماري عز الدين من تأليف أمين يوسف غراب والسيد بدير وصلاح أبو سيف وإخراج صلاح أبو سيف.

القصة الحقيقية

حكي المخرج صلاح أبو سيف في مذكراته الصادرة عن دار ريشة إنه هو البطل الحقيقي لفليم شباب امرأة، وقال: “❞ انتقالي من بولاق إلى باريس كان مشابهًا لانتقال «إمام» من القرية إلى المدينة… «إمام» في الحقيقة هو أنا عندما سافرت إلى فرنسا… كان مثلي يريد العلم وكان مثلي فقيرًا ساذجًا و«على نيّاته»، بلا خبرة، ويسهل توريطه، ويسهل استغلال ظروفه، وشبابه، إنه لا يملك سوى البراءة في مواجهة الخداع، ومن ثم اغتصبته المدينة وأفقدته عذريته”.

ويضيف: “الفيلم عايشته في باريس، ولكن شفاعات لم تكن تملك سرجة كانت تملك لوكاندة صغيرة، وكنت أنا مثل الفراشة التي سقطت في طبق عسل، ولولا الحرب العالمية الثانية لضعت، حيث كان من المفروض أن أظل في باريس سنة كاملة، لكن الحرب خفضت المدة لخمسة أشهر لأخلص من هذه المرأة التي كانت على استعداد لقتلي عن التخلي عني، لكن شفاعات الحقيقية لم تمت”.

ويتابع: “كانت المرأة تشعر بحاجتي للمال والطعام وأنا فقير ومعدم في باريس، كانت التجربة تجربتي والقصة قصتي لكن جعلت يوسف أمين غراب يكتبها ويحولها إلى حكاية مصرية، ولكن أمين غراب لم يكن على مستوى الحدث، وبعدها اتهمني بسرقة الفيلم منه وعدم كتابة اسمها ورفع قضية عليّ، وطلبت المحكمة شهادة خبراء هم صالح جودت ويحيى حقي واعتذر يحيى حقي، وشهد صالح جودت ضدي، وقررت ألا أتعامل مع أمين يوسف غراب مرة آخرى”.

ويقول صلاح أبو سيف: “عُرض الفيلم في مهرجان كان، في مهرجان عام 1956، وقد نال الفيلم جائزة روح المرح، وهي جائزة تُمنح لأكثر الأفلام ظرفًا، لكن بعدها قررت ألا أتعامل مع أمين يوسف غراب مرة آخرى”.

أزمة النجوم

كان شكري سرحان وتحية كاريوكا هما الخيار المفضل لصلاح أبو سيف لكن المنتج قال له: “أسهم تحية في النازل، وشكري ميشيلش فيلم، أجيب عمر الشريف يعمل دور إمام، وزوزو نبيل تعمر دور شفاعات، لكن صلاح أبو سيف رفض عمر الشريف وقال له: “عمر لا يبدو مثل القفل ولن يصدقه الناس، وزوز نبيل لا تصلح للإغراء”.

وكان الحل في التعاقد مع شادية لتقوم بدور ثانوي في الفيلم هي قريبة إمام، وكانت شادية نجمة النجوم، وقد حصلت شادية على أجر ضعف نجوم الفيلم، فقد حصلت شادية على ألف جنيه وتحية على 500 جنيه وشكري على 300 جنيه، وتم بيع الفيلم بشادية وكان اسمها قبلهم في الفيلم ووضع اسمها أكبر اسم في الافيش، لكن بعد عرض الفيلم لم يلحظ الناس وجود شادية من الأساس، فقد كان التركيز على إمام وشفاعات.

أزمة ابتسامة تحية كاريوكا

كانت تحية كاريوكا معروفة كراقصة ممثلة، ولكن لم يتعاقد معها أحد على انها ممثلة، وكانت تبتسم وهي تمثل وهذا لا يليق مع الدور، فتكفل مدير الإنتاج فريد جابر بهذا الأمر، يقول صلاح أبو سيف:” كان فريد جابر خفيف الظل، لكنه يدخل على تحية كاريوكا غرفة المونتاج فتستشيط غضبا وتخرج في قمة ألقها الفني لكنها تريد أن تتشاجر مع أي إنسان”، حتى أن فردوس محمد كانت تقول خائفة: “خلصونا من الست دي، جي عايزة تتخانق وخلاص”.

أما المشاهد التي كنا محتاج فيها إلى ابتسامتها، كان المنتج رمسيس نجيب يدخل لها الغرفة ويقول لها: “سكر يا قمر يا ست الكل، لو عملتي المشهد حلو لكي عندي عشرة جنيهات، وكان ذلك مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت”.

اقرأ أيضا: