-

حكم الصدقة الجارية عن المتوفى

(اخر تعديل 2024-10-08 12:49:25 )
بواسطة

حكم الصدقة الجارية بمبلغ من مال المتوفى

يتساءل الكثيرون عن جواز التبرع بمبلغ من مال المتوفى لعمل صدقة جارية على روحه، خاصة عندما يكون هناك ورثة قُصّر. هل يمكن أن تتم هذه الصدقة دون أن تُلحق الأذى بأولاد الميت؟

الإجابة من دار الإفتاء

تؤكد دار الإفتاء أن المتوفى ينتفع من الصدقة الجارية عنه، حيث يصل ثوابها إليه سواء كانت هذه الصدقة جارية مثل بناء المساجد أو المستشفيات أو المدارس، أو كانت غير جارية كإعطاء محتاج مبلغًا من المال بنية أن يحصل الثواب للميت. ولكن، يجب مراعاة أن التصرف في أموال الورثة، خاصة القُصّر، يتطلب موافقة المحكمة المختصة، ولا يجوز التصرف إلا بما يعود بالنفع على القاصر.

هل يصل ثواب الصدقة إلى الميت؟

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه. فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أمي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وأُرَاهَا لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟" فأجابه النبي: "نعم، تصدق عنها".
المتوحش 2 مترجم الحلقة 5

الإجماع بين الفقهاء

كما أكدت دار الإفتاء المصرية في ردها على سؤال حول جواز عمل صدقة جارية عن الميت، أن الفقهاء أجمعوا على جواز ذلك وصول ثوابها للمتوفى، ولم يُعرف بينهم خلاف في هذا الأمر. وقد استشهدوا بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث سأل سعد بن عبادة النبي عن أمه التي توفيت وهو غائب عنها، فأجابه النبي: "نعم، ينفعها شيء إن تصدقت به عنها".

أحاديث تدعم الحكم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رجل للنبي: "إن أبي مات وترك مالًا ولم يوص، فهل يُكفِّر عنه أن أتصدق عنه؟" فرد النبي: "نعم".

يقول الإمام النووي في شرحه للحديث: "في هذا الحديث: جواز الصدقة عن الميت، واستحبابها، وأن ثوابها يصله وينفعه، وينفع المتصدق أيضًا، وهذا كله أجمع عليه المسلمون".

استنتاجات مهمة

من خلال الأحاديث المذكورة وآراء العلماء، يتضح أن القيام بعمل صدقة جارية عن المتوفى يُعتبر من الأعمال المستحبة التي تُسهم في نفع الروح في الآخرة، وتؤكد على أهمية الصدقة كوسيلة للتواصل مع الأحياء والأموات عبر أعمال الخير.