-

حكم الخروج للعمل في حالة الجنابة

(اخر تعديل 2025-02-05 09:49:28 )
بواسطة

مقدمة حول الجنابة وأحكامها

تتزايد التساؤلات بين الناس حول حكم الخروج من المنزل أو الذهاب إلى العمل في حالة الجنابة. يثار الجدل حول ما إذا كان الإنسان يتعرض للإثم أو اللعن من الملائكة إذا تأخر في الغسل. في هذا السياق، نعرض أبرز الفتاوى وآراء العلماء حول هذا الموضوع.
الأمل لا يمكن تقييده مدبلج الحلقة 45

آراء العلماء حول الجنابة

تفسير الدكتور شوقي علام

أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الاعتقاد السائد بأن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها أو أنها لا تقترب منه حتى يغتسل، لا أساس له في الشريعة الإسلامية. ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

مسؤولية المسلم في تأخير الغسل

أكد المفتي أن المسلم لا يأثم بمجرد تأخيره غسل الجنابة، طالما أنه لا يؤدي ذلك إلى تضييع الصلاة عن وقتها. إذا أدت الجنابة إلى تأخير الصلاة، فإن الإثم يكون بسبب تفويت وقت الصلاة، وليس بسبب كونه جنبًا.

استحباب الطهارة والوضوء

المسارعة إلى الطهارة أمر مستحب، ولكن يجوز تأخير الغسل إلى وقت الحاجة. يُستحب للجنب أن يتوضأ إذا أراد تناول الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه.

تأكيد الشيخ عبد الحميد الأطرش

في إطار الفتوى، أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، رحمه الله، أن الجنب لا تلعنه الملائكة كما يُعتقد، ولكن إذا أدى ذلك إلى ترك الصلاة، فقد وقع الشخص في كبيرة من الكبائر وعرض نفسه لغضب الله.

الجنابة قبل الذهاب للعمل

من كان على جنابة قبل الذهاب إلى العمل، فعليه أن يغتسل ويصلي قبل الخروج. أما إذا حدثت الجنابة بعد أداء صلاة الفجر، وكان الشخص قد صلى، فيجوز له الخروج وهو جنب، شرط أن يغتسل قبل خروج وقت صلاة الظهر.

الذكر أثناء الجنابة

بالنسبة لجواز ذكر الله أثناء الجنابة، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الذكر والاستغفار جائز للشخص الجنب. ليس هناك مانع شرعي يمنعه من ذكر الله، مستشهدًا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذكر الله على كل أحواله.

أهمية الذكر في حياة المسلم

يمنح الذكر الطمأنينة والسكينة للإنسان، ومن اعتاد على الذكر لن يستطيع التوقف عنه، مما يعكس أهمية هذه العبادة في حياة المسلم.

خاتمة

بناءً على هذه الفتاوى، فإن المسلم الذي يذهب إلى عمله وهو جنب لا يكون آثمًا، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها. كما أن ذكر الله جائز في كل الأحوال، ولا مانع من الاستغفار والتسبيح حتى قبل الغسل من الجنابة.