-

تكرار الفاتحة: هل يبطل الصلاة حقًا؟

(اخر تعديل 2024-09-16 14:21:21 )
بواسطة

تكرار الفاتحة: هل يبطل الصلاة حقًا؟

سؤالٌ قد يتردد في أذهان الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يجدون صعوبة في تذكر الآيات أو السور المختلفة. فتكرار سورة الفاتحة مرتين قبل الركوع، هل يُعد من الأمور التي تُبطل الصلاة؟ لنستعرض معًا هذا الأمر الدقيق.

المسألة وفقًا لآراء الفقهاء

تؤكد دار الإفتاء المصرية أن قراءة الفاتحة مرة واحدة تُعتبر ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة في كل ركعة. وهذا ما اتفق عليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة: المالكية، الشافعية، والحنابلة. يمكن الرجوع إلى مراجع مثل “الشرح الصغير” للشيخ الدردير و”نهاية المحتاج” للإمام الرملي.

لكن هنا يأتي الاختلاف بين الفقهاء حول تكرار قراءة سورة الفاتحة عمدًا دون سبب. فقد قال المالكية والشافعية والحنابلة إن ذلك يبطل الصلاة. بينما قال الشافعية في رأيٍ والحنابلة في رأيٍ آخر إنه مكروه، ووافقهم الحنفية في هذا الرأي بالنسبة لصلاة الفرض وليس النافلة. وفي المذهب المالكي، يُعتبر ذلك محرمًا لكنه لا يبطل الصلاة.

آراء العلماء حول المسألة

قال العلامة شيخي زاده الحنفي في “مجمع الأنهر” إن تكرار الفاتحة في الركعات الأولى قد يوجب السهو، ولكن يمكن القول إن التكرار لم يُوجب السهو بل إن ترك السورة هو ما يتوجب.

أما الإمام شهاب الدين النفراوي المالكي، فقد أوضح في “الفواكه الدواني” أن زيادة أقوال الصلاة لا تُبطل الصلاة، حتى وإن كانت عمدًا، إلا إذا كانت هذه الأقوال فرضًا.

وقال العلامة الدسوقي المالكي إن تكرار الفاتحة عمدًا لا يوجب السجود، لكن يُعتبر إثمًا. وعلى الرغم من ذلك، فإن المعتمد هو عدم بطلان الصلاة.
السلة المتسخة الحلقة 34

الإمام النووي الشافعي أشار إلى وجود رأيين: الأول أن التكرار عمدًا لا يُبطل الصلاة، والثاني أنه يُبطل.

فيما ذكر العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي أن السجود للسهو يكون مطلوبًا في حالة تكرار الفاتحة.

ووفقًا للعلامة المرداوي الحنبلي، فإن تكرار الفاتحة يُعتبر مكروهًا، لكن هناك من قال إنه يُبطل الصلاة.

الاستنتاجات النهائية

بناءً على ما تقدم، فإن الرأي المختار في الفتوى بحسب دار الإفتاء المصرية هو ما ذهب إليه الجمهور من الفقهاء، حيث إن تكرار الفاتحة في الركعة الواحدة عمدًا دون سبب لا يُبطل الصلاة. ومع ذلك، فإن الفاعل يُعتبر آثمًا، لأن تكرارها عمدًا دون سبب لم يُعرف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابه.

لذا، يُنصح بالتحرز من تكرار الفاتحة عمدًا، مراعاةً لمذهب من يرون أن ذلك قد يبطل الصلاة.