ريال مدريد في أزمة قبل الكلاسيكو المرتقب

يعيش نادي ريال مدريد أوقاتًا عصيبة، حيث تتزايد التحديات التي يواجهها الفريق من جميع الاتجاهات، سواء داخل الملعب أو خارجه، قبيل الكلاسيكو المنتظر أمام برشلونة في 11 مايو 2025. في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبل المدرب كارلو أنشيلوتي، بالإضافة إلى العقوبات التي تهدد عدة لاعبين بعد الهزيمة المؤلمة التي تعرض لها الفريق في نهائي كأس الملك، تبرز أزمة جديدة تهدد خطط الفريق: خطر إيقاف أوريلين تشواميني، النجم المتعدد المهام، قبل المواجهة الحاسمة.

تشواميني: المدافع الاضطراري تحت الضغط

بات أوريلين تشواميني، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة ريال مدريد، ليس فقط كوسط دفاعي، بل أيضًا كمدافع مركزي اضطراري في ظل أزمة الإصابات التي تشهدها الفريق. مع غياب المدافعين الأساسيين إيدير ميليتاو وأنطونيو روديغر وديفيد ألابا بسبب إصابات متفاوتة، أصبح تشواميني الخيار الأول للمدرب أنشيلوتي لقيادة خط الدفاع بجانب الشاب راؤول أسينسيو في مواجهة برشلونة. ومع ذلك، فإن هذا الدور الحيوي يواجه خطرًا كبيرًا بسبب شبح الإيقاف.

حصل تشواميني على أربع بطاقات صفراء هذا الموسم، وهو الآن على بعد بطاقة واحدة من الإيقاف لمباراة واحدة. وفقًا لتقرير نشرته “مدريد يونيفرسال” في 1 مايو 2025، حاول ريال مدريد استئناف البطاقة الصفراء الرابعة التي حصل عليها تشواميني في مباراة خيتافي، لكن لجنة المسابقات رفضت الاستئناف، مما يعني أن أي بطاقة صفراء إضافية في مباراة سيلتا فيغو يوم 4 مايو ستعني غيابه عن الكلاسيكو.

توقيت كارثي: دفاع ريال مدريد على المحك

التوقيت لا يمكن أن يكون أكثر سوءًا بالنسبة لـريال مدريد، الذي يستعد لمواجهة برشلونة في مباراة قد تحدد مصير لقب الدوري الإسباني. الفريق يتأخر حاليًا بفارق أربع نقاط عن برشلونة، المتصدر، مع بقاء خمس جولات فقط على نهاية الموسم. إذا غاب تشواميني عن هذه المباراة، ستكون ضربة قاصمة للفريق، خاصة في ظل النقص الحاد في خط الدفاع.

في حال غياب تشواميني، سيتعين على أنشيلوتي الاعتماد على خيارات محدودة وغير موثوقة. خيسوس فاييخو، الذي كان لاعبًا هامشيًا هذا الموسم، أو الشاب جاكوبو رامون من الأكاديمية، قد يُدفعان لملء الفراغ. لكن لا أحد منهما يمتلك الخبرة أو الثبات اللذين يقدمهما تشواميني، مما يثير القلق بين جماهير الميرينغي. هذا الوضع يزيد الضغط على اللاعب الفرنسي لتجنب أي تحذير في مباراة سيلتا، حيث ستكون كل حركة تحت المجهر.

برشلونة: زخم لا يُضاهى وفرصة للتفوق

على الجانب الآخر، يدخل برشلونة المباراة بثقة عالية بعد هيمنته على الكلاسيكو هذا الموسم. الفريق الكتالوني حقق انتصارات في جميع المواجهات الثلاثة أمام ريال مدريد، بما في ذلك انتصار ساحق 4-0 في الدوري، و5-2 في كأس السوبر الإسباني، و3-2 في نهائي كأس الملك. هذه النتائج، إلى جانب الأداء المتميز لنجوم مثل لامين يامال ورافينيا، تجعل برشلونة المرشح الأوفر حظًا لتعميق جراح ريال مدريد.

تشير التقارير إلى أن خوان لابورتا، رئيس برشلونة، كان يحلم بمواجهة ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن خروج الميرينغي أمام أرسنال في ربع النهائي أفسد هذا الحلم. الآن، يركز لابورتا على استغلال ضعف ريال مدريد لتأمين لقب الليغا، وغياب تشواميني قد يكون المفتاح لتحقيق هذا الهدف.

تحديات أنشيلوتي: هل يصمد ريال مدريد؟

يواجه كارلو أنشيلوتي اختبارًا صعبًا في إدارة هذه الأزمة. الإصابات، العقوبات، وحالة عدم اليقين بشأن مستقبله تضع الفريق تحت ضغط هائل. تشواميني نفسه لم يسلم من الانتقادات، حيث أشار تقرير في “تريبونا” إلى استياء بعض جماهير ريال مدريد من أدائه في مركز الدفاع، خاصة بعد الأخطاء التي ارتكبها في نهائي كأس السوبر الإسباني. ومع ذلك، يبقى اللاعب الفرنسي عنصرًا حيويًا في خطة أنشيلوتي، حيث أظهر تنوعًا كبيرًا وسجل هدفًا حاسمًا في نهائي كأس الملك رغم الخسارة.

إضافة إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن تشافي ألونسو، المرشح لخلافة أنشيلوتي، يرى في تشواميني جزءًا أساسيًا من خططه المستقبلية، مما يعكس أهمية اللاعب للنادي. لكن في الوقت الحالي، يبقى السؤال: هل سيتمكن تشواميني من تجنب البطاقة الصفراء أمام سيلتا ليكون جاهزًا للكلاسيكو؟

خاتمة: معركة الكلاسيكو على المحك

يترقب عشاق كرة القدم مواجهة الكلاسيكو بقلوب واجفة، حيث قد تحدد هذه المباراة مصير لقب الدوري الإسباني. بالنسبة لـريال مدريد، فإن بقاء أوريلين تشواميني في التشكيلة يمثل أولوية قصوى لمواجهة هجوم برشلونة المرعب. أي خطأ في مباراة سيلتا قد يكلف الفريق غاليًا، مما قد يمنح برشلونة فرصة حسم الليغا مبكرًا. هل يصمد تشواميني تحت الضغط؟ أم يواصل برشلونة هيمنته على الكلاسيكو؟ الأيام القليلة المقبلة ستحمل الإجابة، وسط ترقب محموم لما سيحدث في مونتجويك.