قرارات بيريز الصادمة لريال مدريد بعد الخسارة

قرارات جريئة بعد الهزيمة القاسية

بعد الهزيمة المفاجئة أمام أرسنال والخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا بخسارة إجمالية بلغت 5-1، دخل فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، غرفة الملابس وهو غاضب. في تلك اللحظات العصيبة، أعلن عن قرار صادم بإنهاء مسيرة أربعة من نجوم الفريق مع نهاية الموسم 2024/2025. هذا القرار جاء كخطوة أولى في إعادة هيكلة جذرية تهدف إلى ضخ دماء جديدة في الفريق لاستعادة هيبته على الساحتين المحلية والأوروبية.

الخروج الأوروبي: القشة التي قصمت ظهر البعير

كانت مباراة الإياب أمام أرسنال في ربع نهائي دوري الأبطال بمثابة نقطة تحوّل كارثية لريال مدريد. بعد خسارته 3-0 في مباراة الذهاب، لم يتمكن الفريق من تحقيق العودة المأمولة على ملعب سانتياغو برنابيو، واكتفى بالتعادل 1-1، قبل أن يختتم أرسنال آماله بهدف ثانٍ. هذا الإخفاق، بالإضافة إلى تراجع الفريق في الدوري الإسباني وخسارتين مذلتين أمام برشلونة (4-0 و5-2)، دفع بيريز إلى اتخاذ قرارات جريئة لإنقاذ الموسم وإعادة بناء الفريق.

الرباعي المغادر: نهاية حقبة في البرنابيو

بحسب تقارير مقربة من النادي، استهدف قرار بيريز أربعة لاعبين بارزين: لوكا مودريتش، لوكاس فاسكيز، فيران جارسيا، وديفيد ألابا. هذا القرار يعكس رؤية الإدارة في التخلص من اللاعبين الذين تراجع أداؤهم أو أثروا سلبًا على استقرار الفريق، مما يتيح المجال لمواهب شابة وصفقات جديدة.

لوكا مودريتش: وداع الأسطورة

يعتبر النجم الكرواتي لوكا مودريتش (39 عامًا)، الحائز على الكرة الذهبية في 2018، رمزًا لتاريخ ريال مدريد بفضل فوزه بستة ألقاب في دوري الأبطال. إلا أن تقدمه في السن أثر على قدرته على تحمل ضغط المباريات الكبرى، حيث ظهر بمستوى متواضع أمام أرسنال. وقد أشارت تقارير صحيفة “آس” إلى أن بيريز قرر عدم تجديد عقده الذي ينتهي في يونيو 2025، مفضلًا تكريمه كأسطورة بدلاً من إبقائه كبديل.

لوكاس فاسكيز: نهاية الرحلة

لوكاس فاسكيز (33 عامًا) الذي أمضى سنوات طويلة مع الفريق كجناح وظهير أيمن، واجه انتقادات حادة هذا الموسم بسبب أخطائه الدفاعية المتكررة. صحيفة “آس” أكدت أن دوره المحدود وتراجع مردوده البدني جعلاه من أوائل المغادرين، خاصة مع خطط النادي لضم ترينت ألكسندر-أرنولد كظهير أيمن أساسي.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

فيران جارسيا: الفشل في تحمل الضغط

فيران جارسيا، الظهير الأيسر الشاب، كان أمل النادي لتعويض مارسيلو، لكنه فشل في إثبات جدارته. أداؤه الضعيف في المباريات الكبرى وعدم قدرته على تقديم الإضافة الهجومية المطلوبة، دفعا بيريز إلى حسم مصيره. تقارير تشير إلى أن النادي يبحث عن ظهير أيسر جديد، مثل ألفونسو ديفيز، لتعزيز هذا المركز.

ديفيد ألابا: الإصابات تحسم المصير

المدافع النمساوي ديفيد ألابا (32 عامًا) كان ركيزة دفاعية في بداية مسيرته مع الريال، إلا أنه تأثر بشدة بإصابات متكررة هذا الموسم. صحيفة “هاي كورة” ذكرت أن ألابا، الذي يعد ثاني أعلى اللاعبين أجرًا بعد مبابي، لم يستعد لياقته الكاملة، مما جعل الإدارة تفكر في بيعه لتخفيف الأعباء المالية وإفساح المجال لمدافع شاب مثل ديان هويسين.

دوافع القرار: إعادة هيكلة جذرية

قرار بيريز يأتي في سياق موسم مخيب للآمال، حيث يحتل ريال مدريد المركز الثاني في الدوري الإسباني بفارق 9 نقاط عن برشلونة، وودع دوري الأبطال مبكرًا. الهزيمتان أمام برشلونة في الدوري وكأس السوبر الإسباني، بالإضافة إلى تراجع أداء النجوم الكبار، عززت قناعة الإدارة بضرورة التغيير. صحيفة “ماركا” نقلت عن مصادر أن بيريز "منزعج للغاية" من الأداء، ويرى أن الفريق بحاجة إلى تجديد شامل لاستعادة مكانته.

خطة بيريز للمستقبل

تسعى الإدارة لتعزيز الدفاع من خلال ضم ظهير أيمن مثل ترينت ألكسندر-أرنولد وقلب دفاع شاب مثل ديان هويسين لتعويض رحيل فاسكيز وألابا. كما يخطط الريال لإنعاش خط الوسط بضم لاعب وسط مثل مارتن زوبيميندي من ريال سوسيداد، رغم المنافسة من أرسنال. أما بالنسبة للجبهة اليسرى، فقد يكون ألفونسو ديفيز من بايرن ميونيخ هو البديل لفيران جارسيا.

ردود الفعل داخل الفريق

أثار القرار صدمة داخل غرفة الملابس، خاصة بالنسبة لمودريتش، الذي كان يأمل في موسم آخر مع النادي. كما أشارت تقارير "الجزيرة" إلى أن بيريز حاول تهدئة مودريتش بعد هزيمة السوبر الإسباني، لكن الهزيمة أمام أرسنال حسمت مصيره. أما ألابا وفاسكيز، فقد يتقبلان القرار، بينما يواجه جارسيا ضغوطًا كبيرة لإثبات نفسه في المباريات المتبقية.

تأثير القرار على الموسم

قد يخفف رحيل الرباعي الأعباء المالية على النادي، مما يتيح التعاقد مع صفقات جديدة. ومع ذلك، فإن الخسارة المبكرة لخبرة مودريتش وألابا قد تؤثر على تماسك الفريق في نهائي كأس الملك المقرر ضد برشلونة يوم 26 أبريل 2025، وفي بطولة كأس العالم للأندية. الإدارة تأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد، لكنها تواجه مخاطر إذا لم تُدار بحكمة.