غياب النجم الفرنسي كيليان مبابي عن مباراتي فريق ريال مدريد ضد باتشوكا المكسيكي والهلال السعودي في كأس العالم للأندية 2025 أثار قلقاً كبيراً في قلوب جماهير الميرينغي. فعلى الرغم من انضمامه إلى النادي في صيف 2024، كانت الآمال معقودة عليه ليكون أحد الأعمدة الأساسية في أول بطولة عالمية له مع الفريق. لكن مع بدء البطولة، بدأت الشائعات والتكهنات تتزايد حول وضعه الصحي، مما دفع الجماهير للبحث عن الأسباب الحقيقية وراء غيابه.
ما هو سبب غياب مبابي؟
وفقًا لمصادر قريبة من ريال مدريد، كما نقلت صحيفة ماركا وموقع ESPN، فقد عانى مبابي من حالة التهاب المعدة والأمعاء (Gastroenteritis) قبل انطلاق البطولة. هذه الحالة، التي تُعزى عادةً إلى عدوى فيروسية أو بكتيرية، أدت إلى ظهور أعراض مثل الغثيان، التقلصات البطنية، الحمى، والإرهاق، مما منعه من المشاركة في التدريبات والمباريات.
بدأت الأعراض تظهر يوم 13 يونيو، أي قبل يومين من مباراة باتشوكا، واستمرت لفترة أطول مما كان متوقعًا، خلافًا للإصابات المعتادة التي تتحسن في غضون 24-48 ساعة. قرر الطاقم الطبي بقيادة الدكتور خواكين ماس منح مبابي راحة تامة لتجنب أي مضاعفات محتملة، خاصة في ظل ضغط المباريات والسفر بين المدن الأمريكية.
على الرغم من الشائعات التي انتشرت على منصة X عبر حساب @MadridXtra، والتي اقترحت أن مبابي قد يكون مصابًا بمرض أخطر مثل التهاب الكبد أو عدوى بكتيرية شديدة، فقد نفى النادي هذه الادعاءات بشكل قاطع، مؤكدًا أن الحالة "مؤقتة وتحت السيطرة". كما أكدت التقارير الطبية أن مبابي خضع لفحوصات شاملة في مستشفى ميامي، وكانت النتائج مطمئنة ولا تشير إلى أي مشاكل خطيرة.
تحسن الحالة وعودة مرتقبة
الأخبار السارة تأتي مع بداية تعافي مبابي الملحوظ اعتبارًا من 21 يونيو، حيث بدأ في المشاركة في تدريبات خفيفة مع الفريق في 22 يونيو في ميامي. ووفقًا لمصادر مثل ريليفو، فقد حصل الطاقم الطبي على الضوء الأخضر لعودة تدريجية لمبابي، مما يجعله مرشحًا بقوة للمشاركة في مباراة ريد بول سالزبورج النمساوي، المقررة في فجر الجمعة 27 يونيو 2025، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات.
تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، أشار إلى تحسن حالة مبابي في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الهلال، حيث قال: "كيليان تحسن كثيرًا، ونتوقع رؤيته قريبًا إن شاء الله. هو يريد اللعب، ونحن نحترم حالته الصحية". ومن المحتمل أن يبدأ مبابي المباراة على دكة البدلاء إذا لم يكن في حالة جيدة 100%، مع إمكانية دخوله في الشوط الثاني لإضافة سرعته وخطورته.
تأثير غيابه على ريال مدريد
غياب مبابي كان له تأثير واضح في المباراتين السابقتين: أمام باتشوكا (فوز 3-1)، حيث عانى الفريق من نقص عددي بعد طرد راؤول أسينسيو، واعتمد على تألق جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور لتحقيق الفوز، لكن غياب مبابي قلل من الفعالية الهجومية.
أما في مباراة الهلال (تعادل 1-1)، فقد بدا الفريق تائهاً في الشوط الأول، حيث افتقد لاعبًا قادرًا على كسر الدفاع المحكم للهلال. كما زادت ركلة الجزاء التي أهدرها فيديريكو فالفيردي من إحباط الجماهير، الذين كانوا يعتقدون أن مبابي كان بإمكانه تسديدها بنجاح.
الريال الآن في صدارة المجموعة الثامنة برصيد 4 نقاط، لكن مباراة سالزبورج ستكون حاسمة لضمان التأهل لدور الـ16، ومن المؤكد أن وجود مبابي سيشكل فارقًا كبيرًا، خاصة في ظل الضغط الذي يعاني منه الفريق بعد أزمة روديغر وكابرال وغياب بيلينغهام المتوقع بعد البطولة بسبب جراحة الكتف.
هل كان مرض خطير أم وعكة عابرة؟
التقارير الطبية وتصريحات النادي تؤكد أن حالة مبابي كانت وعكة عابرة، ولكنها استمرت لفترة أطول من المتوقع بسبب حساسية جهازه الهضمي وعدم قدرته على التدريب أثناء العدوى. التهاب المعدة والأمعاء ليس مرضًا خطيرًا، ولكنه قد يتسبب في إرهاق شديد إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، وهو ما دفع ريال مدريد للتعامل بحذر مع الحالة الصحية لمبابي لتجنب أي انتكاسة.
هناك رواية أخرى نشرتها الجزيرة، تشير إلى أن مبابي كان يمكنه اللعب في مباراة الهلال لو كانت حالته مستقرة، ولكن الطاقم الطبي فضّل حمايته لتجنب المخاطرة قبل المباريات الإقصائية. وقد ساهم صمت النادي في البداية في انتشار الشائعات، بما في ذلك افتراضات حول إصابته بكورونا أو مرض مزمن.
ما الذي ينتظرنا؟
عودة مبابي لمباراة سالزبورج ستكون دفعة معنوية كبيرة لريال مدريد، لأنه من الضروري حسم التأهل بسرعة والتركيز على الأدوار الإقصائية. من المتوقع أن يستغل تشابي ألونسو سرعة ومهارات مبابي في المرتدات، وقد يعتمد عليه كرأس حربة أو جناح أيسر حسب الخطة المعتمدة.
في الوقت نفسه، ستظل أعين الجماهير مشدودة إلى مبابي لمتابعة كيف سيبدأ مشواره مع الريال في بطولة بهذا الحجم. إذا تمكن من تسجيل أو صناعة الفارق، فسيثبت جاهزيته لتحمل مسؤولية قيادة الفريق، خاصة في ظل غياب بيلينغهام القريب. لكن إذا استمر التعافي ببطء، فقد يفضل ألونسو تقليل مشاركته لحمايته لمباريات الدوري الإسباني التي ستبدأ في أغسطس.
زهور الدم الحلقة 521
سؤال مفتوح
غياب مبابي، رغم كونه قصيرًا، أثار تساؤلات عديدة: هل يمكن لريال مدريد الاعتماد عليه كنجم أول في المواسم القادمة، أم أن هشاشته البدنية ستظل تمثل تحديًا؟ وهل ستكون عودته أمام سالزبورج بداية لعهد جديد مع الريال، أم ستكون مجرد ظهور عابر؟ ما رأيك، هل سيستطيع مبابي ترك بصمته في هذه البطولة؟