على الرغم من أن عمره لا يتجاوز السابعة عشرة، إلا أن لامين يامال يكتب فصولًا جديدة في تاريخ كرة القدم بأقدامه الموهوبة. بفضل مهاراته الاستثنائية وموهبته الفذة، أثبت هذا النجم الشاب أنه ليس مجرد موهبة واعدة، بل لاعب قادر على إحداث الفارق في أكبر المباريات. بدءًا من الكلاسيكو الشهير وصولاً إلى نهائيات البطولات الكبرى مثل دوري الأبطال واليورو، يظهر يامال دائمًا في اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها فريقه إلى دعم. في هذا المقال، سنستعرض تألقه، أرقامه المذهلة، ودوره المحوري في قيادة برشلونة وإسبانيا نحو المجد.
تألق في المباريات الكبرى
لامين يامال ليس غريبًا عن الأضواء الساطعة. رغم صغر سنه، فقد خاض الفتى الإسباني نهائيين كبيرين، محققًا لقبين مهمين: كأس السوبر الإسباني وكأس أمم أوروبا 2024. في نهائي السوبر الذي أقيم ضد ريال مدريد في يناير 2025، أظهر يامال براعته بتسجيل هدف حاسم أعاد برشلونة إلى المقدمة بعد هدف مبابي المبكر، كما ساهم في صناعة الهدف الخامس خلال هجمة مرتدة قادها ببراعة. هذا الأداء الرائع جاء بعد أشهر قليلة من تسجيله هدفًا مؤثرًا في فوز برشلونة التاريخي على ريال مدريد 4-0 على ملعب البرنابيو، حيث أحرج دفاع الميرينجي وسجل الهدف الثالث، مما أثار غضب بعض الجماهير التي أظهرت تصرفات عنصرية غير مقبولة.
في يورو 2024، أذهل يامال العالم بتسديدة رائعة في مرمى فرنسا خلال نصف النهائي، محققًا لإسبانيا بطاقة التأهل إلى النهائي. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل قدم تمريرة حاسمة لنيكو ويليامز في النهائي ضد إنجلترا، ليصبح أصغر لاعب يساهم تهديفيًا في نهائي بطولة كبرى. والآن، يقترب يامال من تحقيق حلمه بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مع برشلونة، بالإضافة إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية مع إسبانيا، حيث أنقذ “لا روخا” بتسجيله هدفًا رائعًا في الوقت الإضافي ضد هولندا.
أرقام تتحدث عن نفسها
مع 14 هدفًا و18 تمريرة حاسمة هذا الموسم مع برشلونة، يضع يامال نفسه كأحد أبرز اللاعبين الشباب في العالم. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي دليل واضح على قدرته على التأثير في اللحظات الحاسمة. في دوري أبطال أوروبا، قدم يامال أداءً مبهرًا ضد بنفيكا في ثمن النهائي، حيث سجل هدفًا رائعًا وصنع آخر، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ البطولة يسجل ويصنع هدفًا في مباراة واحدة. وفي ربع النهائي ضد بوروسيا دورتموند، سجل هدفًا بأسلوب روماريو ليؤمن تقدم برشلونة 4-0.
في الدوري الإسباني، كان يامال هو العامل الحاسم في فوز برشلونة 4-2 على أتلتيكو مدريد، حيث سجل هدفًا في الدقيقة 92 وقدم تمريرة حاسمة لفيران توريس. كما ساهم بتمريرة حاسمة في نصف نهائي كأس الملك ضد أتلتيكو، مما ساعد برشلونة على التأهل إلى النهائي. هذه الأرقام واللحظات تكذب الجدل الذي يثيره البعض حول “تراجع مستواه”، فهو دائمًا يظهر في الأوقات التي تحتاجه فيها الجماهير.
رد قوي على الانتقادات
في بعض الأوساط الإعلامية، وخصوصًا في مدريد، يحاول البعض التشكيك في مستوى يامال خلال الفترات التي لا يسجل فيها. لكن هذه الانتقادات تبدو واهية أمام إنجازاته. لاعب في السابعة عشرة يقود فريقه في الكلاسيكو، يتفوق على كيليان مبابي في مواجهتين مباشرتين، ويصبح النجم الأبرز في يورو 2024، لا يحتاج إلى تبرير قدراته. هدفه ضد فرنسا في اليورو، وتألقه في البرنابيو، وصناعته للأهداف في اللحظات الحاسمة، كلها تؤكد أن يامال ليس فقط موهبة، بل نجم عالمي جاهز للتألق.
النهائي الثالث وطموحات لا حدود لها
غدًا، يخوض يامال نهائي كأس الملك، وهو الثالث في مسيرته القصيرة. بعد فوزه بكأس أمم أوروبا 2024 وكأس السوبر، يسعى الفتى الذهبي لإضافة لقب جديد إلى خزائنه. برشلونة على بعد مباراتين من نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث يواجه إنتر ميلان في نصف النهائي، وإسبانيا على بعد مباراة واحدة من نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد فرنسا. يامال، بثقته العالية ومهاراته الاستثنائية، يحلم بتحقيق الثلاثية مع برشلونة هذا الموسم، كما صرح في مقابلة مع ESPN، حيث شبه تجربته بلعبة فيديو “PES”.
لماذا يامال استثنائي؟
ما يميز يامال ليس فقط أهدافه وتمريراته، بل قدرته على التألق تحت الضغط. سواء كان ذلك في البرنابيو، أمام جماهير أتلتيكو، أو في نصف نهائي اليورو، يامال يظهر دائمًا بثقة نجم مخضرم. تسديداته الملتفة، تمريراته الدقيقة، وجرأته في المراوغة تجعله لاعبًا فريدًا. أسلوبه يذكرنا بميسي في بعض اللحظات، خصوصًا في قدرته على قراءة المباراة وصناعة الفرص من العدم.
الخاتمة
لامين يامال ليس مجرد لاعب شاب، بل هو ظاهرة كروية ستترك بصمة كبيرة في عالم كرة القدم. مع 14 هدفًا و18 تمريرة حاسمة في موسم واحد، وبطولتين في جعبته، يثبت الفتى الإسباني أنه جاهز لتحدي الكبار. سواء في الكلاسيكو، اليورو، أو دوري الأبطال، يامال يظهر دائمًا في الأيام الكبيرة. ومع نهائي كأس الملك غدًا، وطموحاته لتحقيق المزيد من الألقاب، يبدو أن السماء هي الحد الأقصى لهذا النجم الصاعد.