كيف تتوب بصدق وأنت في فترة المراهقة؟
توبة المراهقين: كيف نعود إلى الطريق المستقيم؟
في أحد الأسئلة التي وردت إلى الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تم استفسار حول كيفية التعامل مع الذنوب المستمرة في فترة المراهقة. سأل السائل: "أنا في فترة المراهقة وأرتكب ذنبًا ثم أعود للتوبة، لكنني أجد نفسي أكرر نفس الخطأ. كيف يمكنني التوبة حقًا من هذا الذنب؟"
أهمية البحث عن الأسباب
أوضح الشيخ أحمد وسام أن الشخص الذي يتوب ثم يعود لارتكاب نفس الذنب يجب أن يتفكر في الأسباب التي تجعله يقع في هذا الفخ. من الضروري التعرف على المحفزات التي تؤدي إلى المعصية. فعلى سبيل المثال، إذا كان الذنب يتكرر عند فتح روابط معينة أو الذهاب إلى أماكن معينة، ينبغي على الشخص إغلاق تلك الأبواب التي تؤدي إلى الخطأ.
صدق التوبة وعزيمتها
وأشار الشيخ إلى أن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من عباده، ولكن يجب أن تكون التوبة صادقة وتنبع من القلب. قال الله تعالى في كتابه الكريم: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" (سورة الزمر: 53). لذلك، ينبغي ألا نفقد الأمل في رحمة الله، بل يجب علينا أن نتوب بصدق، مهما كانت الذنوب التي ارتكبناها.
فترة المراهقة والتحديات
تناول الشيخ أيضًا فترة المراهقة، مشيرًا إلى أنها قد تكون مليئة بالاضطرابات، رغم ما تحمله من مشاعر جميلة. إذا شعر الشخص بالذنب ورغب بصدق في التوبة وعدم العودة إلى الذنب، فهذا يعكس نية طيبة، ولكن قد تؤثر الظروف المحيطة على عزيمته. لذا، يتعين عليه أن يتحلى بالصبر ويسعى جاهدًا لتجنب المعصية.
مجاهدة النفس: الطريق إلى التوبة
وفي سياق التوبة، دعا الشيخ إلى ممارسة مجاهدة النفس، وهي تدريب النفس على الابتعاد عن المعاصي. وقد استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، حينما سأله الصحابة عن معنى الجهاد الأكبر، فأجاب: "مجاهدة النفس".
الكذبة الحلقة 15
في الختام، يجب على الشباب أن يفهموا أن التوبة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عمل يستلزم الإصرار والتصميم على تغيير النفس للأفضل. فلنتذكر دائمًا أن الله رحيم وغفور، وأنه يفتح أبواب التوبة لمن يسعى إليها بصدق.