مواجهة مثيرة: إنتر ميلان ضد برشلونة في نصف النهائي
تتجه الأنظار نحو ملعب جيوسيبي مياتزا، حيث ستشتعل الأجواء بمواجهة إنتر ميلان وبرشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2025. هذه المباراة المرتقبة ستقام يوم الثلاثاء الموافق 6 مايو 2025، في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة. التعادل المثير 3-3 الذي شهدته مباراة الذهاب على ملعب لويس كومبانيس يفتح الأبواب على مصراعيها أمام جميع الاحتمالات، مما يزيد من الإثارة والتوقعات بشأن هذه المباراة التي يمكن اعتبارها نهائيًا مبكرًا.
ومع اقتراب صافرة البداية، زادت تصريحات جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، من حدة التوتر والجدل المحيط بالمباراة، مما يضفي مزيدًا من الإثارة على الأحداث.
إنفانتينو يُثير الجدل: دعم علني للإنتر
خلال حضوره سباق جائزة ميامي الكبرى للفورمولا 1، أطلق إنفانتينو تصريحات مفاجئة دعم فيها إنتر ميلان بشكل علني، مما أثار ضجة كبيرة. حيث قال: “الجميع يعلم أنني من مشجعي الإنتر… إنتر ميلان هو فريق الأرجنتينيين”، مشيرًا بذلك إلى تاريخ النادي العريق مع نجوم مثل خافيير زانيتي ودييغو ميليتو.
وفي إشارة إلى حالة المهاجم لاوتارو مارتينيز، أكد إنفانتينو أن اللاعب الأرجنتيني “قريب من التعافي الكامل”، على الرغم من الشكوك التي تحوم حول مشاركته بسبب إصابة عضلية تعرض لها في مباراة الذهاب.
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام لدى جماهير برشلونة، التي اعتبرت ذلك بمثابة ضغط على الحكم البولندي شيمون مارسينياك، الذي سيتولى إدارة المباراة بمعونة بول فان بوكيل في غرفة الفيديو (VAR). عبر منصة X، عبّر العديد من المشجعين عن استيائهم، حيث كتب أحدهم: “إنفانتينو يحاول التأثير على التحكيم! تصريح مشبوه قبل مباراة مصيرية”.
رد فعل برشلونة: قلق من التحكيم
بحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو”، اعتبرت إدارة برشلونة تصريحات إنفانتينو “غير مناسبة”، خاصة في هذا التوقيت الحساس. وأوضح مصدر من النادي: “رئيس الفيفا يفترض أن يكون حياديًا، ولكن هذا التصريح يضع الحكم تحت ضغط غير مبرر”.
وتعزز القلق بسبب سجل مارسينياك، الذي أدار 5 مباريات سابقة للبارسا، حيث حقق الفريق الفوز في واحدة فقط، بينما تكبد هزيمتين وتعادلين. كما أن فان بوكيل، حكم الفيديو، كان محور جدل في مباراة إنتر وبرشلونة بدور المجموعات 2022-2023، حيث ألغى هدفًا مثيرًا للجدل للكتالونيين.
وضع الفريقين: إنتر يستعيد قوته، برشلونة يواجه الغيابات
فنيًا، يدخل إنتر المباراة بمعنويات مرتفعة بعد فوزه الصعب 1-0 على هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي. المدرب سيموني إنزاغي استعاد خدمات بنجامين بافارد، دينزل دومفريس، وبيوتر زيلينسكي، لكن لا تزال مشاركة لاوتارو مارتينيز غير مؤكدة، مما يدفعه للاعتماد على ماركوس تورام ومهدي تارامي في الهجوم.
إنتر، الذي سجل 18 هدفًا في البطولة، يراهن على قوة وسطه بقيادة نيكولو باريلا وهاكان تشالهان أوغلو للسيطرة على إيقاع المباراة. بينما يعاني برشلونة من غياب أليخاندرو بالدي (إصابة في الركبة) وجول كوندي (إصابة في الفخذ)، مما يجبر المدرب هانسي فليك على الاعتماد على جيرارد مارتن أو هيكتور فورت في الجهة اليسرى، وإريك جارسيا على اليمين.
عودة روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 7 أهداف في البطولة، تُعد دفعة كبيرة للفريق، خاصة مع قرار فليك بإشراك فيرمين لوبيز بدلاً من داني أولمو في الوسط لإضافة الحيوية. بينما يمثل لامين يامال ورافينيا، اللذان سجلا معًا 12 هدفًا في البطولة، مفتاح الهجمات المرتدة.
تحليل تكتيكي: ضغط نفسي ومفاتيح اللعب
تصريحات إنفانتينو أضافت بُعدًا نفسيًا كبيرًا للمباراة، حيث يشعر برشلونة بأنه في مواجهة “ضغط خارجي”. الحكم مارسينياك، الذي أدار نهائي كأس العالم 2022 ودوري الأبطال 2023، معروف بدقته، لكنه قد يواجه تدقيقًا مكثفًا في قراراته مثل ضربات الجزاء أو التدخلات العنيفة.
مصدر في اليويفا أكد أن “الثقة في مارسينياك مطلقة”، ولكن أي قرار مثير للجدل سيُربط حتمًا بتصريحات إنفانتينو. تكتيكيًا، يعتمد إنتر على الكرات الثابتة (سجل 4 أهداف من رأسيات في البطولة) والضغط العالي، مستغلاً ضعف دفاع برشلونة في مباراة الذهاب.
برشلونة سيراهن على سرعة يامال ورافينيا في المرتدات، مع دور حاسم لفيرمين لوبيز في قطع الكرات ودعم بيدري ودي يونغ. وعلى الرغم من غياب مارتينيز، فإن تورام وتارامي يشكلان خطرًا بفضل سرعتهما وقوتهما البدنية.
ليلى الحلقة 32
توقعات وردود فعل
جماهير برشلونة دعت عبر منصة X إلى “رد قوي على أرض الملعب”، معتبرة تصريحات إنفانتينو “تحديًا للكتالونيين”. وفي إيطاليا، رحبت صحيفة “كورييري ديلو سبورت” بدعم إنفانتينو، لكنها حذرت من “رد فعل برشلونة الغاضب”.
أما صحيفة “سبورت” الإسبانية فتوقعت مباراة “شديدة التوازن”، مرجحة أن تنتهي بركلات الترجيح إذا لم يحسم أحد الفريقين المباراة في وقتها الأصلي.
هل يتجاوز برشلونة ضغط إنفانتينو؟
تصريحات إنفانتينو، سواء كانت تسويقية أو تعبيرًا عن تشجيع شخصي، أثارت جدلًا قد يؤثر على الأجواء النفسية للمباراة. برشلونة، بقيادة فليك، يحتاج إلى تركيز استثنائي لتجاوز غياباته والضغط الخارجي.
في المقابل، إنتر، مدعومًا بجماهيره وعودة نجومه، يملك أفضلية طفيفة، ولكن شغف برشلونة قد يصنع الفارق. هل سينجح برشلونة في إسكات إنفانتينو بالتأهل للنهائي، أم سيحقق إنتر حلم العودة للنهائي بعد 15 عامًا؟ ملعب سان سيرو سيحمل الإجابة.