-

آداب السلام وحدود العورة في الإسلام

(اخر تعديل 2024-10-20 13:36:32 )
بواسطة

آداب السلام وحدود العورة في الإسلام

في نقاش حول آداب السلام بين الرجل والمرأة، ذكر الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يفضل أن لا يبدأ الرجل بالسلام على المرأة. ومع ذلك، إذا وجدت المرأة في موقف يتيح لها أن تبدأ بالسلام، فلا حرج في ذلك على الرجل، شرط أن يكون هناك أمن من الفتنة. هذا المبدأ يأتي في سياق الإجابة عن سؤال يتعلق بحكم السلام باليد على المحارم المؤقتة مثل أخت الزوجة.

حكم المبيت عند الأخت المتزوجة

وفي سياقٍ آخر، ورد سؤال إلى الشيخ عبد الحميد الأطرش، رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، حول إمكانية مبيت الفتاة البالغة عند أختها المتزوجة. وقد أوضح الشيخ أنه إذا كانت الفتاة لا تختلط مع الزوج، وتحافظ على حشمتها في لباسها، وكانت الأخت في حالة وعي، مع صلاح الزوج، فإن المبيت جائز. ولكن، يشترط أن يكون أحد المحارم مثل والدتها أو والدها موجودًا، لضمان عدم حدوث أي مفسدة.

ضوابط ظهور المرأة أمام المحارم

أوضحت لجنة الفتوى أنه لا يجوز للمرأة شرعًا أن تظهر زينتها أو أي جزء من عورتها إلا أمام زوجها ومحارمها. وبما أن زوج الأخت ليس من المحارم، فإن ظهورها أمامه يعد غير جائز.

حدود عورة المرأة

فيما يتعلق بعورة المرأة، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن جميع علماء الأمة الإسلامية اتفقوا على حرمة ظهور المرأة لجسدها باستثناء الوجه والكفين. واستندوا إلى قوله تعالى: “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها”. حيث اعتبروا أن ما يجوز إظهاره هو زينة الأعضاء الظاهرة، مثل الوجه والكفين.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 39

كما استشهد الدكتور جمعة بما روت السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث دخلت أسماء بنت أبي بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقيقة، فرفض الرسول أن ينظر إليها، مشيرًا إلى ضرورة ستر المرأة لما عدا وجهها وكفيها.

وبهذا، اتفقت الأمة على وجوب ستر العورة، وهذا يشمل الحجاب الذي يستر جسم المرأة، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة. كما أن إظهار المرأة لعورتها يعد إثمًا شرعيًا.

الإجماع على أحكام العورة

وأوضح الدكتور علي جمعة أن الإجماع بشأن حدود العورة ينفي أي اجتهاد في هذا الأمر مع تغير الأزمنة والأمكنة. فإذا كان من غير المسموح للرجل إظهار عورته في زمن ما، فلن يكون مسموحًا له ذلك في زمن آخر. وبالمثل، إذا كان من المحرم على المرأة كشف شيء من عورتها في زمن النبي، فإن هذا الحكم لا يتغير مع مرور الزمن.