-

قصة بدرية: مأساة إنسانية في البدرشين

(اخر تعديل 2025-01-22 07:13:20 )
بواسطة

في حادثة مؤلمة تجسد أقسى أشكال الظلم، احتُجزت فتاة صغيرة تُدعى "بدرية"، التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، داخل غرفة سرية بحالة مأساوية. كانت الغرفة محاطة بسلاسل حديدية، أعدها شقيقا والدها وأخوها غير الشقيق، في منطقة البدرشين بجنوب الجيزة.

حياة بدرية في الأسر

في زاوية تلك الغرفة الضيقة، كانت بدرية تجلس بعينين شاحبتين وجسد منهك، بعد أن أمضت ست سنوات من عمرها مقيدة بالسلاسل في منزل أعمامها. غرفة لا تتجاوز مساحتها مترين، مظلمة وخانقة، ولا تسمح بنفاذ ضوء الشمس. كانت نافذتها الوحيدة محجوبة بالألواح الخشبية، مما جعلها محاطة بالعزلة عن العالم الخارجي.

بداية المأساة

بدأت قصة أسرتها المؤلمة بعد وفاة والد بدرية، الذي تركها في رعاية أعمامها. كان العم "عربي"، الموظف المتقاعد، معروفًا بصراخته وقسوته، واعتبر الفتاة تهديدًا للعائلة. كان يقول بصوت حازم: "البنت دي ما ينفعش تخرج من هنا. الشارع للبنات خراب!"، ليحكم عليها بحياة من العزلة لم ترتكب فيها أي خطأ سوى كونها أنثى.

التحكم والقسوة

أما العم "سعيد"، فقد وقف إلى جانب "عربي"، يشاطره السيطرة والتحكم. وكان أخوها غير الشقيق "إسلام" هو الأكثر قسوة بينهم، حيث تولى تنفيذ الأوامر بكل حزم. وهكذا، أصبحت بدرية أسيرة لأعمامها، فاقدة لحياتها وصوتها، تعيش في ظروف إنسانية بائسة.

نداء الاستغاثة

داخل قسم شرطة البدرشين، تقدمت سيدة ببلاغ إلى رئيس المباحث، مشيرةً إلى احتجاز ابنتها من قبل أعمامها وأخوها غير الشقيق. انتقلت قوة من الشرطة إلى مكان البلاغ، ولكن في البداية لم يتمكنوا من العثور على شيء. ومع إعادة البحث، اكتشفوا الغرفة السرية التي كانت بدرية محتجزة بها.

التحرير والعدالة

بعد العثور على الفتاة، تم تحرير محضر بالواقعة، ونُقلت بدرية إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية اللازمة. وفي خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة، ألقت الشرطة القبض على المتهمين الثلاثة للوقوف على ملابسات تلك الحادثة المأساوية.

ختاماً

قصة بدرية تذكرنا بمدى أهمية حماية الأطفال من القسوة والعنف، وضرورة العمل على توفير بيئة آمنة لهم. إنما هي دعوة للتأمل في قضايا حقوق الإنسان وحماية الأطفال من كل أشكال الإساءة.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26