فوز تاريخي وأزمة داخلية
في ليلة تاريخية، حقق برشلونة فوزًا مثيرًا على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 4-3 في الكلاسيكو الذي أقيم في 11 مايو 2025 على ملعب لويس كومبانيس. هذا الانتصار لم يكن مجرد نتيجة رياضية، بل كان بمثابة تتويج للجهود الكبيرة التي بذلها الفريق خلال الموسم، حيث حسم البارسا بهذا الفوز لقب الدوري الإسباني. ومع ذلك، وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية، بدأت بوادر أزمة داخلية تلوح في الأفق قد تهدد استقرار الفريق الكتالوني.
تألق التكتيك والفوضى الداخلية
الكلاسيكو كان فرصة لتألق برشلونة، حيث حقق الفريق فوزه الرابع على التوالي على ريال مدريد في موسم 2024-2025، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي. المدرب هانسي فليك، بفضل رؤيته التكتيكية، استطاع أن يبني فريقًا متماسكًا أعاد الثقة للاعبين مثل فرينكي دي يونغ وفيران توريس، وخلق روح جماعية قوية. لكن، وسط الاحتفالات، بدأت تظهر التوترات الداخلية، خاصةً حول المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي يبدو أنه بدأ يفقد مكانته بين زملائه.
يامال ورافينيا: دعوة للتغيير
النجمان لامين يامال ورافينيا، اللذان تألقا في الكلاسيكو بتسجيل الأهداف وصناعتها، يريان أن زميلهم فيران توريس أكثر جاهزية وحسمًا من ليفاندوفسكي. الثنائي نصح المدرب فليك بإشراك توريس في المباريات الكبرى مثل مواجهتي إنتر ميلان في دوري الأبطال، وقد أثبت توريس فعاليته في تلك المباريات بفضل سرعته وروحه القتالية. بينما، على الجانب الآخر، فإن ليفاندوفسكي، ورغم عودته من إصابة، بدا أداؤه باهتًا، مما جعل البعض يرونه عبئًا بدلاً من كونه إضافة للفريق.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 26
تصدع العلاقات في غرفة الملابس
الأزمة التي تعاني منها برشلونة ليست مجرد اختلافات تكتيكية، بل تمتد لتشمل تصدعًا واضحًا في علاقات ليفاندوفسكي بزملائه. غيابه عن احتفالات الكلاسيكو، سواء في الملعب أو غرفة الملابس، كان لافتًا، مما أكد شعوره بالعزلة. وقد وصل الأمر بيامال ورافينيا إلى أنهم لا يريدون فقط استبعاد ليفاندوفسكي من التشكيلة الأساسية، بل طالبوا الإدارة بالنظر في إنهاء عقده بنهاية الموسم، معتبرين أن وجوده يعيق انسجام خط الهجوم.
ليفاندوفسكي: نهاية حقبة؟
ليفاندوفسكي، الذي سجل 62 هدفًا في 108 مباريات مع برشلونة منذ انضمامه في 2022، كان ركيزة أساسية في أول موسمين له، لكن أداؤه تراجع بشكل ملحوظ هذا الموسم بسبب الإصابات وتقدمه في العمر (36 سنة). اللاعب البولندي، الذي يمتد عقده حتى يونيو 2026، يواجه انتقادات متزايدة بسبب افتقاره للتفاهم مع يامال ورافينيا، واعتماده الزائد على أسلوب لعب فردي. التقارير تشير إلى أن إدارة خوان لابورتا تفكر بجدية في بيعه الصيف القادم، خاصة مع اهتمام بعض الأندية من الدوري السعودي، مما قد يساعد النادي في تقليل الأعباء المالية وفتح المجال لصفقات جديدة.
فليك في موقف حرج
هانسي فليك، الذي نجح في تحقيق توازن مذهل في الفريق، يجد نفسه في موقف صعب. من جهة، يامال ورافينيا يمثلان عماد خط الهجوم ومستقبل النادي، ومن جهة أخرى، يظل ليفاندوفسكي يمتلك خبرة وقيمة تسويقية كبيرة. سيكون قرار استبعاد ليفاندوفسكي أو السماح برحيله اختبارًا حقيقيًا لقدرة فليك على إدارة الأزمات داخل غرفة الملابس، خصوصًا مع اقتراب الفريق من منافسة قوية في دوري أبطال أوروبا.
الخلاصة
إن طلب يامال ورافينيا باستبعاد ليفاندوفسكي وطرده من برشلونة يكشف عن توترات داخلية قد تهدد وحدة الفريق بعد فوز تاريخي في الكلاسيكو. برشلونة، الذي يعيش أزهى فتراته تحت قيادة فليك، يحتاج إلى حل هذه الأزمة بسرعة للحفاظ على زخمه. هل سيختار فليك ولابورتا مصلحة الفريق الجماعية ويدعمان يامال ورافينيا؟ أم سيعملون على دمج ليفاندوفسكي من جديد؟ الإجابة ستظهر في الجولات القادمة!