-

شيخ مغربي يواجه الزلزال بابتسامة رغم فزع الآلاف

(اخر تعديل 2024-09-09 10:59:06 )
بواسطة

المسجد يهتز بشكل مخيف المصلون يرددون الشهادتين ينظرون إلى السقف في انتظار لحظة النهاية الأعمدة والجدران والمصابيح العالقة في السقف تترنح حبس المصلون أنفاسهم دون أن يفكروا في الهروب من بيت الله ..لكن ماذا كان رد فعل الشيخ وهو إمام المصلين؟ ولماذا احتفى به المغاربة والمسلمون رغم رد فعله الغريب؟

بينما كانت شوارع المغرب تواجه أخطر زلزال مر بها منذ قرن من الزمان واكتست وجوه الناس بمظاهر الخوف والفزع من المصير المجهول كان الموقف داخل هذا المسجد مختلفا تماما.
المارة في شوارع المغرب بدأوا الفرار سريعا خصوصا قرب البنايات العالية خوفا من أن تنطبق تلك البنايات عليهم وتكتب نهاية حياتهم .

المناطق الأشد خطرا

لم تكن المناطق الخالية والجبلية تحديدا أقل خطرا من المواقع الحضرية لأن سقوط الصخور كان أخطر من سقوط البنايات والمنازل.. لكن الذي حدث في أحد مساجد البلاد حيَّر المسلمين كافة وأثار إعجابهم.
جلس شيخ بين المصلين يعظهم ويحدثهم عن الدين وفضائله وفجأة وقع الزلزال لكنه بالنسبة للشيخ كأنه لم يحدث نهائيا.فماذا قال الرجل وكيف كانت ردة فعله التي أثارت إعجاب الكثيرين ؟

الشيخ يظلل المصلين بهدوئه

بابتسامة ملؤها الرضا والسماحة ، وهدوء شديد واثق محتسب، واصل الرجل درسه الديني الذي كان يقدمه وبينما بدأ المسجد يهتز من تحت أقدام المصلين لم يتحرك أحد من الحاضرين أو يهم بالخروج من المسجد .
والشيخ في قمة ثباته الانفعالي يطمئن المصلين ويحافظ لهم على هدوئهم النفسي بأسلوب غير مباشر .

ابتسامة تحمل المعاني الغائبة

الله أكبر.. الحمد لله .. لا إله إلا الله.. بتلك العبارات أخذ الشيخ يردد أمام المصلين كلماته التي هي إلى الدعاء
أقرب من الوعظ .. وطمأن الرجل المصلين بردود أفعاله التي كانت الأغرب بعد الزلزال المغربي.
واصل الشيخ المغربي الشرح للمصلين بعد أول زلزال واجهه في حياته ولم يكن يتوقع أن يكون ذلك في مسجد
بين المصلين الذين استعاد هدوءهم داخل المسجد بل تجاوز الشيخ إلى أبعد من ذلك بعد أن راح يداعب المصلين قائلا : هل تشاهدون الأرض وهي تهتز؟

مشهد من يوم القيامة

في الوقت الذي كان المسجد والمصلين فيه بتلك الحالة كان الموقف خارج المسجد مشهدا من مشاهد يوم القيامة
في مختلف المناطق المغربية التي تعرضت لواحد من أكبر الزلازل على مستوى العالم .
كان الموقف أشد صعوبة في قرية مولاي إبراهيم، فالقرية التي طالما سجلت رواجا سياحيا بجمالها وإقبال الزائرين عليها ، تحولت إلى أطلال منازل سقطت وركام في شوارع بالمآسي تكدست .

أولئك الذين ودعوا أحبابهم

الآلاف فقدوا أحبتهم تحت ركام الزلازل ، وحتى عمليات الانقاذ تضاءل الأمل لإتمامها خصوصا في المواقع الجبلية الوعرة ..
انتهى زلزال المغرب لكنه ترك خلفه عددا كبيرا من الضحايا والمصابين و المتضررين .
بينما الناس في شوارع ذلك البلد لا زالوا يرفضون العودة إلى منازلهم خوفا من هزات ارتدادية جديدة لا تبقي ولا تذر..
حفظ الله المغرب وأهله وشعبه وحماهم من كل سوء .